حسين اوميد ( 14 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تفسير ايه عصى ادم

ما معنا تفسر هذة الاية القرآنية ((عصى ادم ربة فغوة))؟


١-فلا شك أن آدم لم يرتكب معصية، بل بدر منه ترك الأولى، أو بتعبير آخر، فإن مرحلة وجود آدم في الجنة لم تكن مرحلة تكليف، بل كانت مرحلة تجريبية للاستعداد للحياة في هذه الدنيا وتقبل المسؤولية، خاصة وإن نهي الله هنا كان نهيا إرشاديا، لأنه قد أخبره بأنه إن أكل من الشجرة الممنوعة فسيبتلى بالشقاء.… ٢-غوى " أخذت من مادة الغي، أي العمل الصبياني الناشئ من اعتقاد خاطئ، ولما كان آدم هنا قد أكل - جهلا واشتباها - من الشجرة المحرمة، نتيجة للظن الذي حصل له من قول الشيطان، فقد عبر عن عمله ب‍ (غوى). وفسره بعض المفسرين بأنه الجهل الناشئ عن الغفلة، والبعض فسرها بالمحرومية، والبعض الآخر بالفساد في الحياة. وعلى كل حال فإن " الغي " يقابل " الرشد "، والرشد هو أن يسلك الإنسان طريقا يوصله إلى هدفه ومقصده، أما الغي فهو عدم الوصول إلى المقصود. ولكن لما كان آدم نقيا ومؤمنا في ذاته، وكان يسير في طريق رضي الله سبحانه، وكان لهذا الخطأ الذي أحاط به نتيجة وسوسة الشيطان صفة استثنائية، فإن الله سبحانه لم يبعده عن رحمته إلى الأبد، بل ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى. ٣-أن العصيان يأتي في عرف اليوم - عادة - بمعنى الذنب والمعصية، إلا أنه في اللغة يعني الخروج عن الطاعة وعدم تنفيذ الأمر سواء كان الأمر واجبا أو مستحبا… وبناء على هذا فإن استعمال كلمة العصيان لا يعني بالضرورة ترك واجب أو ارتكاب محرم، بل يمكن أن يكون ترك أمر مستحب أو ارتكاب مكروه. إضافة ان الأمر والنهي يكون إرشاديا، كأمر ونهي الطبيب حيث يأمر المريض أن يتناول الدواء الفلاني، وأن يجتنب الغذاء الفلاني غير المناسب، ولا شك أن المريض إذا خالف أمر الطبيب فإنه لا يضر إلا نفسه، لأنه لم يعبأ بإرشاد الطبيب ونصيحته. وكذلك كان الله قد أمر آدم أن لا تأكل من ثمرة الشجرة الممنوعة، فإنك إن أكلت ستخرج من الجنة، وستبتلى بالألم والمشقة الكبيرة في الأرض، فخالف هذا الأمر الإرشادي، ورأى نتيجة مخالفته أيضا. وإذا لاحظنا أن هذا الكلام كان في مرحلة وجود آدم في الجنة، وهي مرحلة اختبار لا تكليف، فسيتضح معناه بصورة أجلى.… ٤-إن هذا هو ما نعبر عنه ب‍ (حسنات الأبرار سيئات المقربين) وهو المعروف بترك الأولى، ونحن نعبر عنه بالذنب النسبي الذي لا يعد ذنبا، ولا يخالف مقام العصمة. وفي الأحاديث الإسلامية أيضا أطلقت المعصية على مخالفة المستحبات، فنرى في حديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال في النوافل اليومية: " وإنما هذا كله تطوع وليس بمفروض... ولكنها معصية، لأنه يستحب إذا عمل الرجل عملا من الخير أن يدوم عليه "