اجعلونا عبيدا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم
ورد عن اهل البيت (عليهم السلام) الحديث التالي : (( نزلونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا )) هل لفظ هذا الحديث صحيح كما ذكرت ام ورد في لفظ اخر ؟ ومن هو قائل هذا الحديث ؟ وماهي المصادر المعتمدة التي ذكرت هذا الحديث ؟ وهل هذا الحديث ذكر في المصادر الموثقة للسنة ؛ وما هي تلك المصادر ؟ وهل هذا الحديث معتبر وموثق ومسند وصحيح وفق مباني علمي الدراية والرجال, ام هناك شكوك وضبابية حول طرق وروده؟ ارجوا اجابتي بشى من التفصيل والدقة ودمتم لنا بخير وسلام.
الاخ صلاح المحترم
الساتم عايكم ورحمة الله وبركاته
ورد مضمون هذا الخبر أو ما يقاربه في عدة من الروايات منها:
1- ما رواه الصفّار في ((بصائر الدرجات)), عن أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن الحسين بن برده, عن أبي عبد الله (عليه السلام). وعن جعفر بن بشير الخزاز, عن إسماعيل بن عبد العزيز, قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا إسماعيل, ضع لي في المتوضاء ماء. قال: فقمت فوضعت له. قال: فدخل. قال: فقلت في نفسي: أنا أقول فيه كذا وكذا, ويدخل المتوضاء يتوضاء. قال: فلم يلبث أن خرج فقال: يا إسماعيل, لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم. اجعلونا مخلوقين, وقولوا بنا ما شئتم؛ فلن تبلغوا. فقال إسماعيل: وكنت أقول: إنّه وأقول وأقول.
وهذه الرواية معتبرة بأحد طريقيها. 2- ما رواه الصّدوق في ((الخصال)) من حديث الأربعمائة المعروف, قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((إيّاكم والغلوّ فينا. قولوا: إنّا عبيد مربوبون, وقولوا في فضلنا ما شئتم)).
وهذه الرواية أيضاً معتبرة. 3- ما رواه صاحب ((الوسائل)) في كتابه ((إثبات الهداة)), عن ((خرائج الراوندي)), عن خالد بن نجيح, قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام), وعنده خلق, فجلست ناحية, وقلت في نفسي: ما أغفلهم عند من يتكلمون, فناداني: ((إنّا والله عباد مخلوقون, لي ربّ أعبده. إن لم أعبده عذّبني بالنار)). قلت: لا أقول فيك إلاّ قولك في نفسك. قال: ((اجعلونا عبيداً مربوبين, وقولوا فينا ما شئتم إلاّ النبوّة)).
وهذا الطريق معتبر أيضاً؛ وذلك لأنّ طريق ((الوسائل)) إلى الشيخ صحيح إلى جميع كتبه ورواياته, وطريق الشيخ إلى ((خرائج الراوندي)) صحيح أيضاً إلى جميع كتبه ورواياته.
فبالتركيب بين طريق الشيخ إلى صاحب ((الخرائج)) وطريق صاحب ((الوسائل)) إلى الشيخ يحكم بصحة الطريق. 4- ما نقله صاحب ((كشف الغمّة)) من كتاب ((الدلائل)) للحميري, عن مالك الجهني, قال: كنّا بالمدينة حين أُجلبت الشيعة وصاروا فرقاً, فتنحينا عن المدينة ناحية, ثمّ خلونا فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة, إلى أن خطر ببالنا الربوبية. فما شعرنا بشيء, إذا نحن بأبي عبد الله (عليه السلام) واقف على حمار, فلم ندرِ من أين جاء. فقال: ((يا مالك ويا خالد, متى أحدثتما الكلام في الربوبية؟)) فقلنا: ما خطر ببالنا إلاّ الساعة. فقال: ((إعلما: أنّ لنا ربّاً يكلأنا بالليل والنهار نعبده. يا مالك ويا خالد, قولوا فينا ما شئتم, واجعلونا مخلوقين)) . فكرّرها علينا مراراً, وهو واقف على حماره.
ويؤيّده ما رواه الكليني, عن عبد العزيز بن مسلم, قال: كنّا مع الرّضا (عليه السلام)