محمد عبد الاله - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 اجعلونا عبيدا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورد عن ائمة اهل البيت (عليهم السلام )الحديث التالي : ( نزلونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا ) السؤال : 1- هل هذا الحديث صحيح كما ذكرنا ام ورد في لفظ اخر ؟ 2- من هو قائل هذا الحديث ؟ 3- ماهي المصادر المعتمدة التي ذكرت هذا الحديث ؟ 4- هل لهذا الحديث ذكر في المصادر الموثقة لابناء العامة اصحاب مدرسة الخلفاء ، وان كان الجواب بنعم فما هي تلك المصادر ؟ 5- هل هذا الحديث معتبر وموثق ومسند وصحيح وفق مباني علمي الدراية والرجال ، ام ان هناك شكوك وضبابية حول طرق وروده ؟


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالنسة للاسئلة (1-2-3): فقد ورد مضمون الخبر الذي ذكرتموه في السؤال في مصادرنا المعتبرة بألفاظ متقاربة وبطرق متعددة، قد بلغت حد الاستفاضة بل التواتر المعنوي. - فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ((لا تتجاوزوا بنا العبودية ، ثم قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا، وإياكم والغلو كغلو النصارى فإني بريء من الغالين)) الحديث. (الاحتجاج ج2/ 23) - وعن الامام الصادق (عليه السلام): (أجعلونا عبيداً مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم) (الثاقب في المناقب/ 402، الخرائج والجرائج ج2/ 735). - وعنه (عليه السلام): (أجعلوا لنا رباً نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم) (المحتضر/ 65،مختصر بصائر الدرجات / 204). - وعن كامل التمار قال: (كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم فقال لي: يا كامل إجعل لنا رباً نؤوب إليه وقولا ما شئتم ، قال : قلت ُ : نجعل لكم رباًً تتؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا؟! قال: فاستوى جالساً، ثم قال: وعسى أن نقول: ما خرج إليكم من علمنا إلا ألفاً غير معطوفة)) (رجال الكشي/ 307 حديث 556) والألف غير المعطوفة كناية عن نهاية القلة. - وعنهم (عليهم السلام): ((نزهونا عن الربوبية وارفعوا عنا حظوظ البشرية، فلا يقاس بنا أحداً من الناس)) الحديث (مشارق أنوار اليقين / 101). - وعنهم (عليهم السلام): ((قولوا في فضلنا ما شئتم بعد أن تثبتونا عبيداً مربوبين)) (الصراط المستقيم ج1/ 95). - وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث معرفتهم بالنورانية المشهور: ((يا أبا ذر أنا عبد الله عز وجل وخليفته على عباده ، لا تجعلونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لا تبلغون كنه ما فينا ولا نهايته ، فإن الله عز وجل قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه واصفكم أو يخطر على قلب أحدكم ، فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون)) (بحار الأنوار 26/2). - وعنه (عليه السلام) في نفس الحديث: ((لا تسمونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا ولا معشار العشر)) (بحار الأنوار 26/ 6). - وعنه (عليه السلام): (( إياكم والغلو فينا، قولوا إنا عبيد مربوبون، واعتقدوا في فضلنا ما شئتم )) (غرر الحكم/ 159). - وعن الامام الصادق (عليه السلام): ((لا ترفعوا البناء فوق طاقتنا فينهدم،أجعلونا عبيداً مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم)) (بصائر الدرجات/ 261). وهناك أحاديث كثيرة في هذا المضمون أعرضنا عنها اختصاراً. أما جواب السؤال الرابع: لم يرد لهذا الحديث ذكر لا لفظاً ولا مضموناً في مصادر أبناء العامة سوى ما ذكره الشهرستاني في الملل والنحل في الباب الأول من الجزء الثاني تحت عنوان (مناظرات بين الصابئة والحنفاء) في معرض ما أجاب به الحنفاء عن مقالة الصابئة وقد أورده الشهرستاني لا بعنوان أنه حديث مروي، بل على أنه من جملة الكلام. أما جواب السؤال الخامس: تبين مما تقدم أن الحديث مستفيض بل هو متواترٌ معنىً ، وعليه فإنه أعلى رتبة من الحديث الصحيح، في موازين علم الدراية ولا نفتقر في الحديث الذي يثبت استفاضته أو تواتره أن نبحث في سنده، نعم المستفيض يمكن أن يعامل عند بعض علماء الحديث معاملة خبر الآحاد كما صرّح بذلك الشهيد الثاني في بداية الدراية ، غير أن العلم يمكن أن يحصل من الخبر المستفيض لا من جهة السند فحسب بل بضميمة القرائن الداخلية والخارجية ومن هه الناحية يطلق عليه الخبر المشهور، وهو المشتهر على الألسنة، وإن اختص بإسناد واحد فقط. وهكذا فإنه على فرض استفاضته لا تواتره يحصل به الاطمئنان ويفيد علماً. ودمتم في رعاية الله