خطبة الجمعة

بسمه تعالى اعلم عزيزي ان الدنيا طريق للآخرة وروي عن أهل البيت عليهم السلام (أيها الناس إنما الدنيا دار مجاز والآخرة دار قرار) اي ان الدار الحقيقية التي هي مقر الإنسان هي الآخرة ولذا لابد للإنسان أن يتزود للآخرة لا للدنيا فالدنيا دار فانية فاعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا فلا توقف حياتك وتبتعد عن الناس بحجة عبادة الله تعالى ولا تترك الله وحسابه فتخسر الآخرة فلابد للإنسان من أن يكون متوازناً فيعمل لكسب قوت عياله بالحلال وتوفير المسكن اللائق بحالهم ولكن لا يجعل هذا هو همه بل لابد أن يجعل همه طاعة الله تعالى ومرضاته والتزود بالأعمال الصالحة للدار الباقية وهي الآخرة. ثم إن الإنسان مهما عمل في الدنيا سيواجه المصاعب والبلايا فلا راحة فالدنيا إنما الراحة الحقيقية في الآخرة ولذا ورد عنهم عليهم السلام (واعلم أن الدنيا دار بليَّة لم يفرغ صاحبها فيها قط ساعة). فالإنسان التقي الذي عمل في الدنيا لأجل آخرته وعمل صالحاً ولم يجعل الغنى في الدنيا همه بل جعل غناه بذكر الله والآخرة همه، يقول الله تعالى في حقه في محكم كتابه: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِين﴾.