دلالته على امامة علي (عليه السلام)
بالنسبة لحديث المنزلة يقول أهل السنة أن الرسول (ص) قاله فقط عندما خلف علي بالمدينة في غزوة تبوك وهذا لايدل على خلافته فما هو ردكم ؟ وثانيا أن هارون لم يصبح خليفة لموسى لأنه توفي في زمنه بل أصبح يوشع بن نون فما هو ردكم ؟
الاخ سعد المحترم . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . نعلمكم ان النبي (ص) لم يقل حديث المنزلة مرة واحدة وذلك في غزوة تبوك ، حتّى يرد الإشكال ، بل قاله عدّة مرّات وكرّره في عدّة مواطن . ومن تلك المواطن : 1 ـ عند مؤاخاته لأمير المؤمنين (عليه السلام) . يروي هذا الحديث (السيوطي في (الدر المنثور) عن البغوي ، والباوردي ، وابن قانع ، والطبراني ، وابن عساكر . الدر المنثور 6 / 76 ) . 2 ـ في حديث الدار ويوم الانذار . يرويه الثعلبي في تفسيره الكبير . 3 ـ في خطبة غدير خم . 4 ـ في قضية سد الابواب ، يرويه المغازلي في (مناقب أمير المؤمنين (ع)) . 5 ـ في قضية ابنة حمزة سيّد الشهداء . يرويه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 1 / 368 رقم 409)، والخبر موجود في : (مسند أحمد 1 / 185 رقم 933) ، و(سنن البيهقي 8 / 6 ). 6 ـ في حديث عن جابر ، يرويه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 1 / 290 رقم 329 ). 7 ـ في حديث عن أم سلمة ، يرويه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 1 / 365 رقم 406 ). وهناك موارد اخرى ، وللمزيد من الاطلاع يمكنكم الاستماع الى الندوة ( 14 ـ 15 ) في حقل [ سلسلة الندوات العقائدية ] من المكتبة الصوتية لصفحتنا . وعليه فالحديث يدل على خلافة وامامة أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد رسول الله (ص). ويؤيد هذا تصريح عدّة من علماء السنة بدلالة حديث المنزلة على خلافة علي (عليه السلام) . فراجعوا مثلا كتاب (التحفة الاثنا عشرية) الذي ألّفه مؤلّفه ردّاً على الشيعة ، فانّه يعترف هناك بدلالة حديث المنزلة على الخلافة ، بل يضيف أنّ إنكار هذه الدلالة لا يكون إلاّ من ناصبي ولا يرتضي ذلك أهل السنة . كما ويؤيد ان الحديث يدل على إمامة علي (عليه السلام) تمنّيات بعض أكابر الصحابة أن لو كانت له هذه الفضيلة ! كقول عمر : ((لو كان لي واحدة منهنّ كان احبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس)) . وقول سعد : ((والله لان تكون لي احدى خلاله الثلاث أحبّ إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس)) . ويقول الفضل ابن روزبهان ـ الذي هو الآخر من الرادّين على الإماميّة واستدلالاتهم بالأحاديث النبوية ـ ما نصّه : ((يثبت به ـ أي بحديث المنزلة ـ لأمير المؤمنين فضيلة الاخوّة والمؤازرة لرسول الله في تبليغ الرسالة وغيرهما من الفضائل)) . وبالنسبة الى سؤالكم الثاني فنجيب : ان المقصود من كون هارون خليفة لموسى(ع) هو ما جاء في قوله تعالى: (( وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح )) [الاعراف 142] . فهذا مقام لهارون بأمر من الله تعالى ، وقد نزّل نبيّنا عليا بهذه المنزلة من نفسه ، ومن المقطوع به أن هذا المعنى لم يرد في حقّ غير علي من صحابة رسول الله (ص) ، ولذا ورد عن غير واحد منهم كما مرّ أنّه كان يتمنّى لو ورد هذا الحديث في حقّه عن النبي وثبتت له هذه المنزلة منه . وأما الاستخلاف بمعنى القيام مقام النبي بعد الموت فهذا مما لم يثبت لهارون لموته قبل موسى(ع) وقد ثبت لعلي(ع) لوجوده بعد الرسول الاعظم(ص) بحديث المنزلة وغيره من الاحاديث القطعية المتفق عليها بين المسلمين . ودمتم في رعاية الله