يوسف الحسيني ( 38 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) تفسير هذه الايه و في حق من نزلت اثابكم الله على كل خيراً


عليكم السلام … ١-قوله تعالى: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " استئناف يوضح أن الاعتبار بهذه الآيات إنما يؤثر أثره ويورث الايمان بالله حقيقة والخشية منه بتمام معنى الكلمة في العلماء دون الجهال، وقد مر أن الانذار إنما ينجح فيهم حيث قال: " إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة " فهذه الآية كالموضحة لمعنى تلك تبين أن الخشية حق الخشية إنما توجد في العلماء. والمراد بالعلماء العلماء بالله وهم الذين يعرفون الله سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله معرفة تامة تطمئن بها قلوبهم وتزيل وصمة الشك والقلق عن نفوسهم وتظهر آثارها في أعمالهم فيصدق فعلهم قولهم، والمراد بالخشية حينئذ حق الخشية ويتبعها خشوع في باطنهم وخضوع في ظاهرهم. هذا ما يستدعيه السياق في معنى الآية. وقوله: " إن الله عزيز غفور " يفيد معنى التعليل فلعزته تعالى وكونه قاهرا غير مقهور وغالبا غير مغلوب من كل جهة يخشاه العارفون، ولكونه غفورا كثير المغفرة للآثام والخطيئات يؤمنون به ويتقربون إليه ويشتاقون إلى لقائه.… ٢-روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي (بإسناده المذكور) عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن ابن عباس، في قوله تعالى: (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ(. قال: يعني علياً، كان يخشى الله، ويراقبه.* (أقول): المراد به هو المصداق الأتم، والفرد الأظهر الذي ينطبق عليه هذا الكلام، لا الانحصار، أو أنّ علياً( هو من نزل في حقه هذه الآية الشاملة ـ بأدلة شمول القرآن وعموم آياته ـ لغيره ممّن يخشون الله من العلماء على سبيل التشكيك المنطقي، يعني اختلاف مراتب الصدق على اختلاف الأفراد.

4