- العراق
منذ سنة

حديث الكساء

السلام عليكم في حديث الكساء يقول ( ماخلقت سماء مبنية ولا ارض مدحية ولا قمرا منيرا الا لإجلكم ومحبتكم اهل البيت , فما هو ارتباط خلقنا باهل البيت(ع)؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته خلق الله تعالى النبي محمد واله الأطهار من انوار ربانيا في عالم الملكوت قبل خلق أي مخلوق ومن نورهم خلق كل شيء فكانوا هم أساس ومصدر كل شيء بأرادة الخالق عز وجل. ففي رواية سئل الإمام الصادق (عليه السلام) ما كنتم قبل أن يخلق الله السماوات والأرض؟ قال (عليه السلام): " كنا أنوارا حول عرش الله نسبح الله ونقدسه حتى خلق الله الملائكة فقال لهم: سبحوا، فقالوا: يا ربنا لا علم لنا. فقال لنا: سبحوا، فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا، إلا أن خلقنا من نور الله " فرب العزة خلقهم قبل كل خلق وجعلهم رمز للعبودية لله تعالى وقدوة لكل الخلايق ومعلمين للملائكة في ذلك الوجود. فأخذ الحق سبحانه عليهم الشهادة بالربوبية، والاقرار بالوحدانية، وأن الإمامة فيهم، والنور معهم. فهذه الأنفس القدسية أنزلها الله تعالى في اجساد طينية مادية وأخرجهم من افضل المعادن منبتاً واعز الأرومات مغرساً من شجرة صدع منها الأنبياء لهداية عباده للجنة وتخليصهم من الظلالة وتيه الغواية. وقد جعلهم سلام الله عليهم ميزان قسط لايحيفون عن الحق ،ونور هدى لأيطفأ عن الشاهدين برهانهم اختبر الخلائق في في حبهم وبغضهم ومتابعتهم ومناوئتهم. وعرضهم على الخلايق فأتبعهم قوم وتعلقوا بنورهم في عوالم الخلق لما وجدوا في اهل البيت كل جميل وفي اعدائهم كل قبيح. لان النور يعشق النور ويذوب فيه والطهارة تندمج مع الطهارة فليس بينهما تضاد وتنازع وتدافع. قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله عز وجل خلقنا من عليين، وخلق أرواحنا من فوق ذلك، وخلق أرواح شيعتنا من عليين، وخلق أجسادهم من دون ذلك، فمن أجل ذلك كان القرابة بيننا وبينهم، ومن ثم تحن قلوبهم إلينا. فمن كان منبته طاهرا نظيفا يعشق النور وينجذب اليه ولايستطيع التخلي عنه ويحزنون إذا خالطهم الكدر والدرن. قال الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى اطلع على الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منا والينا. وقال الصادق (عليه السلام): رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا. إذاً علاقة الشيعة بأئمتهم هي علاقة طهارة وهداية ومتابعة المؤموم لإمامة الحق الإلهية وخضوع لاوامر الله تعال.