حسن - البحرين
منذ 4 سنوات

 حديث: (لولاك لما (ما) خلقت الأفلاك)

هناك بعض الاشخاص يتهموننا بالكفر ويحتجون علينا بهذا الحديث: لولاك يا محمد لما خلقت الاكوان ولو لا علي لما خلقتك ولو لا فاطمة لما خلقتكما. أرجو منكم أن تفسروا لنا هذا الحديث.


الأخ حسن المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انّ هذا الحديث ليس به بأس من حيث المعنى ، وانّ الجهلة عندما لا يرون مستمسكاً حقّاً يعتمدون عليه يتشبّثون بتفاسير لاحاديثنا لا نصيب لها من الواقع ، فمثلاً بدل ما يتحققّون في معنى هذا الحديث يرموننا بما لا يليق. وعلى أيّ حال، فمعنى هذه الرواية: هو انّ غاية الله عزّوجل من الخلق هي هدايتهم وكمالهم وفي هذا الطريق المستقيم لابدّ وأن ينصب للخلق علماً نبيّاً يكون على اتّصال مباشرة بمبدأ الخلق والوحي ؛ وعلى سبيل المحال لو لم يخلق في عالم الوجود رسولاً من جانب الباري عزّوجل انتفت حكمة الخلق بأسرها إذ لم يمكن حينئذ اهتداء المجموعة البشرية ، فالفقرة الاولى من الرواية صريحة بهذا المعنى (لولاك لما خلقت الأفلاك) أي إن لم أخلقك لم أخلق الكون لعدم الفائدة فيه حينئذ . ثم بما انّ الامامة والوصاية هي امتداد لخطّ الرسالة وتطبيقها وصيانتها فوجود الإمام - الذي باعتقادنا هو الإمام علي (عليه السلام) - قيد لوجود الرسول (صلى الله عليه وآله)، أي انّ الرسالة في استمراريّتها تحتاج إلى وصيّ وإمام فلولا وجود الإمام لم تنفع الرسالة النبويّة لهداية الخلق إذ تبقى ناقصة لم يطبّقها أحد أو يطرؤ عليها الانحراف والضياع ، فتجنّباً من هذه المحاذير وصيانةً للوحي الهادف ، يجب عقلاً وجود الإمام، فلولاه لاتتم الحجة على البشر و هذا خلاف حكمة الخالق ، و عليه فلولا وجود علي (عليه السلام ) كإمام ، لم يخلق محمّد (صلى الله عليه و آله) كنبيّ للبشر لعدم تكميل الهداية حينئذ .   وأمّا فاطمة (عليها السلام)، فبما انّها الواسطة في امتداد الإمامة من عليّ (عليه السلام) حتّى المهدي (عجل الله فرجه) وعلاقتها بوجود النبي (صلى الله عليه وآله) فالامامة المستمرّة إلى زماننا مستمدّة من وجودها في عالم الخلق، وبما أنّ الامامة امتداد للرسالة، فينتج انّ الرسالة والامامة بمفرداتهما الوجوديّة رهينة بوجود الزهراء (عليها السلام)، فلو لم تخلق هي كبنت للرسول (صلى الله عليه وآله) و زوجة لأمير المؤمنين (عليه السلام) وأمّ للأئمة (عليهم السلام) لما استمرّت خطّة الباري عزّوجل في هداية الخلق وتكميل مسيرتهم، فبدون وجودها بمراتبها الثلاث لم تكن ثمة ثمرة من الخلق ولم يكن الخالق - حينئذ - ليخلق الخلق بأسره - ومنه النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) - مع فرض مسبق لوجود نقص في تصدّيهم لهداية الناس . ودمتم في رعاية الله

4