آيدن - ايسلندا
منذ 4 سنوات

الإخوة الأفاضل.. (لولا فاطمة ما خلقتكما...) ماذا كان الجواب.. إنّ فاطمة هي أُمّ الأئمّة الاثني عشر.. إذاً نستطيع أن نقول: لولا آدم وحواء ما خلقتكما.. لأنّ آدم وحواء والدي الجميع من بشر وأنبياء وأئمّة. هل يصح هذا.. طبعا لا.. الله تعالى مدح عيسى، فقال: (وَجِيهًا فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ)(آل عمران: 45).. الله تعالى مدح موسى، فقال: (وَاصطَنَعتُكَ لِنَفسِي)(طه: 41).. وهو كليم الله.. الله تعالى مدح إبراهيم.. فلقّبه بـ(الخليل).. الله تعالى مدح يحيى.. فذكره بـ(السيّد).. إن كان نبيّنا محمّد وحده من بين جميع الأنبياء لم يخلق الأفلاك إلاّ له.. فلماذا يمدح ربّ العالمين كلّ هؤلاء الأنبياء؟ وصلّى الله وسلّم على محمّد وجميع الأنبياء والمرسلين.


الأخ آيدن المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إنّ مدح الله تعالى لهؤلاء الأنبياء(عليهم السلام) لا يتعارض مع مضمون الخبر على فرض التسليم بصحته، فما المانع من أن يمدح الله تبارك وتعالى الأنبياء والصالحين من عباده؟ لا نرى أي مسوغ يجعلك تعتقد بأنّ خطاب الله تعالى لنبيّنا(صلّى الله عليه وآله) في الحديث القدسي: (لولاك لما خلقت الأفلاك)، مانع عن استحقاق غيره من الأنبياء للمدح أو الثناء. وأمّا ما ذكرته معترضاً على ما يلحق بهذا الحديث في عليّ وفاطمة(عليهما السلام): (...ولولا عليّ ما خلقتك، ولولا فاطمة ما خلقتكما)، فرتبت عليه إمكان أن يقال: (لولا آدم وحواء ما خلقتكما)، ثمّ أنكرته، لكي تثبت عدم إمكان ما ورد في الحديث في شأن عليّ وفاطمة(صلوات الله عليهما). فيرد عليه: إنّ حقيقة عليّ وفاطمة(صلوات الله عليهما) هي نفس حقيقة رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، إذ هم جميعاً من نور واحد، فعلاوة على ما ورد صريحاً في أخبارنا من كون أهل البيت(عليهم السلام) جميعاً من نور واحد وحقيقة واحدة، ذكرنا أيضاً في أجوبتنا وتعليقاتنا حول هذا الموضوع ما يدلّ عليه في الكتاب والسُنّة. فعليّ(عليه السلام) هو نفس النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بصريح آية المباهلة، وفاطمة(عليها السلام) هي بضعة منه، في حديث رواه الفريقين جميعاً.(انظر البخاري: ج4 ص210، وصحيح مسلم ج7 ص141، وسنن ابن ماجة ج1 ص644، وسنن أبي داوود ج1 ص460، وسنن الترمذي ج5 ص359، ومستدرك الحاكم ج3 ص159...). ودمتم في رعاية الله