ابو سليمان - الكويت
منذ 5 سنوات

 لا لزوم لأفضلية علي وفاطمة (عليهما السلام) على النبي (صلى الله عليه و آله) بهذا الحديث

بالله عليكم هل هذا رد علمي..؟؟ حديث قدسي ومشهور...وضعيف السند..؟؟؟ فمن ردكم يتضح إنكم تقولون إنه يوجد حديث مشهور..!! كيف هو مشهور ولا تستطيعون اثباته بالسند الصحيح لكي تؤيده بروايات أخرى ضعيفه...واتعجب أي مصطلح الحديث الذي تقول عنه..؟؟ ارجو أن تذكر لي ذاك المصطلح ومع ذكر المصدر لو تكرمت...أما اصراركم على تفسير الآية الكريمة (( إن كان للرحمن ولدا.. )) الاية...لازلت اقول..ما علاقة هذه الآية بقولكم إن النبي كان موجودا قبل آدم والعياذ بالله..؟؟ فمن المعلوم إن هذه الآية واضحه وقطعية الدلالة تتحدث عن تحدي النبي صلى الله عليه وسلم للنصارى واليهود..فهؤلاء يقولون إن عيسى ابن الله واليهود تقول عزير ابن الله..فهل لكم مصدر واضح وتفسير ومن قول أحد المعصومين بأن الآية تتحدث كما اسلفتـ...بشرط أن يكون السند صحيح وحسب شروط الامامية الأثني عشرية..؟؟ فإذا كنتم لا تملكون اي سند..فكيف تحجون الناس بهذه الاشياء...؟؟ ولهذا قلت..تدليسات..لأنكم الآن تعترفون..بأنكم تخلطون أو تجمعون بين الضعيف وبين المشهور..لكي تخرج بفهم معين.؟؟هل الدين يأخذ بالظنون والخلط...اتقوا الله وتذكروا إن الله مطلع عليكم


الأخ أبا سليمان المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- عندما نقول في المصطلح يعني ان هناك مفهوماً ومعنىً خاصاً للفظ عند صنف من العلماء او في علم معين يغاير المعنى اللغوي، ولذا تراهم يعنونون لبعض المفاهيم في كل العلوم كالمنطق والفلسفة وعلم الاصول والكلام والفقه بـ (المعنى اللغوي) و(المصطلح) وقد تختلف العلوم في المعنى المصطلح في نفس اللفظ. فلاحظ. 2- الحديث القدسي: هو كلام الله سبحانه وتعالى أوحاه الى النبي (صلى الله عليه وآله) وليس بقرآن (راجع: التعاريف 1: 271) . فلا علاقة له بتقسيمات الحديث الاخرى من الصحة والضعف والشهرة والشذوذ وغيرها. 3- قال في تدريب الراوي (2: 173): وقد يراد به (المشهور) ما أشتهر على الألسنة وهذا يطلق على ما له أسناد واحد فصاعداً بل ما لا يوجد له أسناد اصلاً ... المزیدالخ. قال في معرفة علوم الحديث(1: 92): والمشهور من الحديث غير الصحيح فرب حديث مشهور لم يخرج في الصحيح ... الخ فراجع. هذا هو مصطلح الحديث الذي عنيناه, ومثل هذا المنهج في الجواب نسميه علمياً، واما منهج آخر تسميه أنت علمياً, فانت أعلم به. 4- الظاهر أن الامر ألتبس عليك في آية سورة الزخرف (( قل أن كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )) (الزخرف:81)، فالاستشهاد بها في ضمن جوابنا على الصفحة جاء بعبارة: (ويؤيد هذا الحديث قوله تعالى: (( قل أن كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )) فهذه الآية تدل.. إلى آخر ما ذكرناه في الجواب) والشاهد من نقل هذه العبارة كلمة (ويؤيد) فقد جئنا بها كمؤيد لمعنى الحديث من خلال ما ثبت عندنا بروايات كثيرة جداً متواترة المعنى في ان نور محمد(صلى الله عليه وآله) اول الموجودات(وهو معنى مستقل يستدل عليه في مكانه قد أرشدناك الى بعض منه في جوابنا السابق)وفي بعضها وغيرها كثيرة ايضاً أن الكون خلق لاجلهم (عليهم السلام). بل جاء مثلها عند أهل السنة أيضاً ولذا نقلنا عن بعض علمائهم أنهم قالوا بصحة معنى الحديث كما قلنا نحن كذلك أيضاً، والمعنى المقصود لم يثبت من هذا الحديث فقط ليرد ما يرد وانما من احاديث واستدلالات اخرى. فلاحظ. وعلى كل فان الاشارة الى هذا التفسير للآية المعنية قد جاء برواية رواها الخاصة عن أهل البيت(عليهم السلام). فعن محمد بن خالد الطيالسي ومحمد بن عيسى بن عبيد باسنادهما عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر(عليهما السلام). كان الله ولا شيء غيره ولا معلوم ولا مجهول، فأول ما ابتدأ من خلق خلقه ان خلق محمداً (صلى الله عليه وآله)، وخلقنا اهل البيت معه من نور عظمته، فاوقفنا أظلة خضراء بين يديه لاسماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر يفصل نورنا من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح لله تعالى ونقدسه، ونحمده ونعبده حق عبادته، ثم بدا لله تعالى ان يخلق المكان فخلقه وكتب على المكان لا اله الا الله محمد رسول الله علي امير المؤمنين وصيه به ايدته وبه نصرته. ثم خلق الله العرش فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك ,ثم خلق السماوات فكتب على أطرافها مثل ذلك، ثم خلق الجنّة والنار فكتب عليهما مثل ذلك، ثم خلق الله الملائكة واسكنهم السماء ثم تراءى لهم الله تعالى وأخذ منهم الميثاق له بربوبيته ولمحمد (صلى الله عليه وآله) بالنبوة ولعلي بالولاية فاضطربت فرائص الملائكة فسخط الله تعالى على الملائكة واحتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون الله من سخطه ويقرون بما أخذ عليهم ويسألونه الرضا فرضي عنهم بعد ما أقرّوا بذلك فأسكنهم بذلك الاقرار السماء واختصّهم لنفسه واختارهم لعبادته. ثم امر الله تعالى انوارنا ان تسبح فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا ولولا تسبيح انوارنا ما دروا كيف يسبحون الله، ولا كيف يقدسونه ثم أن الله خلق الهواء فكتب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله علي امير المؤمنين وصيه بعه أيدته وبه نصرته. ثم الله تعالى خلق الجن فاسكنهم الهواء واخذ الميثاق منهم له بالربوبية ولمحمد(صلى الله عليه وآله) بالنبوة ولعلي (عليه السلام) بالولاية، فأقر منهم بذلك من اقر وجحد منهم من جحد، فاول من جحد ابليس لعنه الله فختم له بالشقاوة وما صار اليه. ثم امر الله تعالى انوارنا ان تسبح فسبحت بتسبيحنا ولولا ذلك ما دروا كيف يسبحون الله. ثم خلق الله الارض فكتب على اطرافها: لا اله الا الله، محمد رسول الله علي امير المؤمنين وصيه به ايدته وبه نصرته فبذلك يا جابر قامت السموات بلا عمد وثبتت الارض. ثم خلق الله آدم (عليه السلام) من اديم الارض، ونفخ فيه من روحه ثم اخرج ذريته من صلبه، فاخذ عليهم الميثاق له بالربوبية ولمحمد (صلى الله عليه وآله) بالنبوة ولعلي (عليه السلام) بالولاية، اقر منهم من اقر وجحد منهم من جحد، فكنا اول من اقر بذلك,ثم قال لمحمد(صلى الله عليه وآله): وعزتي وجلالي وعلو شأني لولاك ولولا علي وعترتكما الهادون والمهديون الراشدون ما خلقت الجنة ولا النار ولا المكان ولا الارض ولا السماء ولا الملائكة ولا خلقا يعبدني, يا محمد انت حبيبي وخليلي وصفيَّ وخيرتي من خلقي,أحب الخلق الي واول من ابتدأت من خلقي، ثم من بعدك الصديق علي بن ابي طالب أمير المؤمنين وصيك به أيدتك ونصرتك وجعلته العروة الوثقى ونور اوليائي ومنار الهدى ثم هؤلاء الهداة المهتدون ,من اجلكم ابتدأت خلق ما خلقت، فأنتم خيار خلقي واحبائي وكلماتي واسمائي الحسنى واسبابي واياتي الكبرى وحجتي فيما بيني وبين خلقي، خلقتكم من نور عظمتي واحتجبت بكم عن من سواكم من خلقي استقبل بكم واسأل بكم فكل شيء هالك الا وجهي وانتم وجهي لا تبيدون ولا تهلكون ولا يهلك ولا يبيد من تولاكم ومن استقبلني بغيركم فقد ضل وهوى وانتم خيار خلقي وحملة سري وخزان علمي وسادة اهل السموات وأهل الأرض. ثم أن الله هبط الى الارض ( في الهامش: لعل نسبة الهبوط اليه تعالى للتشريف وعظمة ما اهبطه، وكناية عن امره وتوجهه الى الارض لجعل الخليفة فيه، ولعل الصحيح كما في نسخة اخرى: (اهبط الى الارض ظللاً من الغمام )) في ظلل من الغمام والملائكة واهبط انوارنا اهل البيت معه فاوقفنا صفوفا بين يديه نسبحه في ارضه كما سبحناه في سمائه ونقدسه في ارضه كما قدسناه في سمائه ونعبده في ارضه كما عبدناه في سمائه. فلما أراد الله اخراج ذرية آدم (عليه السلام) لاخذ الميثاق سلك النور فيه ثم اخرج ذريته من صلبه يلبون، فسبحنا فسبحوا بتسبيحنا ولولا ذلك لما دروا كيف يسبحون الله عز وجل ثم تراءى لهم لاخذ الميثاق منهم بالربوبية، فكنا اول من قال: بلى عند قوله: ألست بربكم ثم أخذ الميثاق منهم بالنبوة لمحمد (صلى الله عليه وآله) ولعلي (عليه السلام) بالولاية فاقر من اقر وجحد من جحد. ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): فنحن اول خلق ابتدء الله واول خلق عبد الله وسبحه ونحن سبب خلق الخلق وسبب تسبيحهم وعبادتهم من الملائكة والآدميين فبنا عرف الله وبنا وحد الله وبنا عبد الله وبنا أكرم الله من اكرم من جميع خلقه وبنا أثاب الله من أثاب وعاقب من عاقب ثم تلا قوله تعالى: (( وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون )) وقوله تعالى: (( قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )) فرسول الله (صلى الله عليه وآله) اول من عبد الله واول من انكر أن يكون له ولد أو شريك ثم نحن بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله). ثم أودعنا بعد ذلك صلب آدم (عليه السلام) فما زال ذلك النور ينتقل من الاصلاب والارحام من صلب الى صلب,ولا استقر في صلب الا تبين عن الذي انتقل منه انتقاله وشرف الذي استقر فيه حتى صار في عبد المطلب فوقع بام عبد الله فاطمة فافترق النور جزئين جزء في عبد الله وجزء في ابي طالب (عليه السلام) فذلك قوله تعالى: (( وتقلبك في الساجدين )) يعني في اصلاب النبيين وارحام نسائهم فعلى هذا أجرانا الله تعالى في الاصلاب والارحام حتى اخرجنا في اوان عصرنا وزماننا فمن زعم أنا لسنا ممن جرى في الاصلاب والارحام وولدنا الآباء والامهات فقد كذب (حلية الأبرار 1: 13 ج2 بحار الانوار 25 : 17 ج31) . فمن هذه الرواية يظهر لك كيف ربط الإمام الباقر (عليه السلام) بين كون نور نبينا أول من خلق وبين أنه أول من عبد واطاع ووحد، وهذا هو المراد من كلامنا في جوابنا على الصفحة ولعله لاختصاره قد ولد لبساً في المعنى. ومن هذه الرواية وغيرها مثلها ما قاله الشيخ علي النمازي في مستدرك سفينة البحار: أول المخلوقات محمد وآل الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم كما هو صريح الروايات المتواترات قال تعالى (( قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )) والروايات في البحار (مستدرك سفينة البحار 1 : 250) . وقال أيضاً: ولعله منها قوله تعالى (( قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )) يعني اول الجاحدين لذلك او المعنى ان كان للرحمن ولد فانا اول من عبد الله واول من خلق الله فانا اقدم واولى (مستدرك سفينة البحار 7 : 67). ومنها قول السيد طيب الموسوي الجزائري في مقدمته على تفسير القمي في بيانه لبعض التأويلات التي لا يدركها العقل لتفسير بعض الآيات الواردة في الروايات قال: الاول: أنه قد ظهر من الادلة الباهرة والاخبار المتضافرة من الفريقين ان ذوات محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين هي علة ايجاد هذا الكون كما يظهر من الحديث المعروف (لولاك لما خلقت الافلاك) المشهور بين الفريقين وحديث (اول ما خلق الله نوري) المؤيد بقوله تعالى: (( قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )) فهذه الآية تدل على ان محمداً (صلى الله عليه وآله) اول الكل وجوداً وان كان خاتم الرسل زماناً ... إلى آخر ما قاله (تفسير القمي 1 : 17) وهو نفس الكلام المنقول على صفحتنا. وقد عقد القندوزي في ينابيع المودة باباً في سبق نور رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال: قال الله تبارك وتعالى (( قل أن كان للرحمن ولد فانا اول العابدين )) (ينابيع المودة 1 : 45)، وقريباً منه في (1:56) وهذا المعنى هو ما أخذ مؤيداً للدلالة على أن نور نبينا اول ما خلق، وفي الآية أراء في تفسيرها ذكرت في محلها راجعها إن شئت. في تفاسير الإمامية ومثل هذا التفسير يسمى التفسير بالمؤثور أي عن طريق ما وصلنا من روايات. وانت تعرف ان المفسّرين يرجحون بين الآراء ولذا تجد أقوالاً عديدة في التفاسير سواء عند الإمامية أو عند أهل السنة ولا يمكن لك أن تدعي ان جميع الاقوال هي من الصحيح ولك مثالاً على ذلك اقوال عطية العوفي والسدي في التفسير، فلا تعترض في غير موضعه ولا تطلب الصحيح في غير مكانه، فأن في التفسير بالمأثور روايات وردت يرجح بينها المفسر حسب قربها لظاهر اللفظ القرآني ومن هنا اختلف المفسرون ولسنا في عصر الائمة(عليهم السلام) اهل الذكر حتى نعرف المعنى الواقعي الصحيح للآية وانما هي اخبار وردت بطريق الآحاد فقد يقبل بها المفسر اذا كانت توافق اصوله ولا تعارض ما هو قطعي منها, فافهم. مع أنه لا احد يقول بان هذا التفسير هو الصحيح وانما يقول هذا ما وصل اليه علمي ولا يدعي أنه سوف يسأل عنه يوم القيامة اذا لم يعتقد به، فليس المورد هنا مورد السؤال عن الصحيح من الروايات . ونحن قد بينا لك في جواب سابق معنى الصحة ومقدار الحجية واين تثبت فارجع اليه. ثم اني اعجب من قولك (أن النبي كان موجوداً قبل آدم والعياذ بالله) فلماذا العياذ بالله ولعلك فهمت المراد منه مما قدمنا لك من الرواية مع أنه موافق لما يعتقده الحجم الغفير من محققي وعلماء أهل السنة ثم أين الصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله) بعد ذكره - لعلك نسيتها ولم تكن متعمداً ـ ولا أعلم لماذا هذه المواجهة مع النبي (صلى الله عليه وآله) لدحض فضيلة له وما عليك لو ثبت أن نوره كان أول الخلق فهلا فرحت بذلك!! وأخيراً..الظاهر أنك لا تعرف معنى التدليس: فليس ما مثلت به مورده وانما نحن ذكرنا ما يمكن أعتباره تفسيراً او تقريباً للآية وشرحاً للاحاديث وهل العلم الظاهري الإكتسابي إلا هذا فهو ربط بين المعاني واستنتاجات تنقدح في ذهن العالم. ومن قال لك بأنا نحتج بما كتبنا من تقريب على الناس وانما نحتج اذا صح معنى الاحتجاج هنا بروايات كثيرة على أن اول من خلق هو نور نبينا (صلى الله عليه وآله) واهل بيته وهو يحتاج الى مقدمات كثيرة حتى يتم الاحتجاج اليس هنا موضعها. ودمتم في رعاية الله

1