سلام عليكم
أنا بنت عمري 17 سنة، أصلي وأصوم ومحجبة وأرتدي العباءة، وأقرأ القرآن، ولكن أشعر أني لست قريبة من الله وأهل البيت (عليهم السلام) وأريد التقرب أكثر.
ماذا تنصحوني كي يطمئن قلبي؟
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، إن القرب من أهل البيت (عليهم السلام) يتحقق بممارسة سلوكياتهم والسير على خطاهم في ما يتعلق بشؤون حياتنا العامة من إلتزام الواجبات وترك المحرمات إلى إلتزام قراءة بعض الأدعية والزيارات إلى إلتزام الكون على الطهارة دائماً، فإن النفس حينها ستكون محطة لقبول الفيض الالهي لتحل فيها السكينة والطمئنينة إن شاء اللّٰه تعالى وتشعري بقربك من أهل البيت (عليهم السلام) وحينها أحمدي الله على توفيقه للطاعة وبعدك عن المعصية، وبحمد الله هذه الأيام المباركة لأشهر رجب وشعبان وشهر رمضان استثمري هذه الأوقات لمزيد من القربات والطاعات وبحوله سبحانه يتحقق مرادك سواء أكان القرب من أهل البيت (عليهم السلام) أم تحقق أهدافك الأخرى.
وواحدة من أهم آثار القرب من آل البيت هو الخشوع، فالخشوع النابع عن الإيمان والمعرفة وهو الذي ذكره الله (عَزَّ وجَلَّ) وأثنى عليه في قوله: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ الخشوع النابع عن الخوف والذل بين يديه سبحانه، والذي ذكره الله جَلَّ جَلاله في قوله: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴾، ونجد أيضاً في الأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) هذا التقسيم: " ... المزید اَللّهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ خُشُوعَ الايمانِ قَبْلَ خُشُوعِ الذُّلِّ فِي النّارِ..." والمقصود بالخشوع الذي حثَّ عليه القرآن الكريم ودعت إليه الأحاديث الشريفة هو: الانقطاع إلى الله (عَزَّ وجَلَّ) والتوجه القلبي إليه حال الصلاة، مضافاً إلى الخضوع التام المستولي على البصر خاصةً وعلى كافة أعضاء الأعضاء والجوارح بصورة عامة.
وهناك آثار أخرى للقرب من محمد وآل محمد (عليهم أفضل الصلاة والسلام) تجدوها مفصلة في تطبيق المجيب.
وفقكم اللّٰه لطاعته