السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
1ــ في حديث الكساء.. سيدة نساء العالمين(سلام الله عليها)، قالت فيه: (فدخلتُ تحت الكساء، فلمّا اكتملنا جميعا تحت الكساء...الخ).
سؤالي: ليس من عادة الحكماء أن يكرّروا نفس المعنى في جملتين مختلفتين، وهكذا هو أسلوب القرآن على حد فهمي.. فلماذا قالت: (دخلتُ تحت الكساء)، ومباشرة بعدها قالت: (اكتملنا جميعاً تحت الكساء)؟ هل كان قصدها التأكيد فقط على أنّ جميع المعصومين الخمسة موجودون تحت الكساء، وإنّ النبيّ يقول هم أهل بيتي وخاصّتي وحامتي؟ هل أرادت أن تؤكد فقط أن هؤلاء جميعاً هم أهل البيت، كيلا يفرّق الناس بينهم مثلاً، أو كي لا ينتهك حقّ واحد منهم؟ أم أنّ الأمر يتعلّق بالمعصومين التسعة من ولد الحسين(عليه السلام)؟
وبعد ذلك في قول أمين الوحي جبرئيل(عليه السلام)، قال: (يا ربّ أتأذن لي أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادساً)، قد قال: (سادسا)، فهل هذا يفند الاحتمال الثاني في أن يكون الأمر متعلّقاً بالمعصومين التسعة(سلام الله عليهم)؟ أم لأنّ المعصومين التسعة(عليهم السلام) من وفي صلب الحسين، لذا قد قال سادساً؟
2ــ في الحديث أيضاً قالت(عليها السلام): (فأقبل الحسن(عليه السلام) نحو الكساء، وقال: السلام عليك يا جدّاه)، و(دنا الحسين(عليه السلام) نحو الكساء، فقال: السلام عليك يا جدّاه)، و(أقبل عليّ(عليه السلام) نحو الكساء وقال: السلام عليك يا رسول الله)، و(أتيت نحو الكساء، وقلتُ: السلام عليك يا أبتاه).
سؤالي: في العبارات السابقة.. الأفعال: (أقبلَ ــ دنا ــ أقبلَ ــ أتيتُ)، هل يمكن أن نتعلم شيئاً من اختلافها وتباينها؟ هل أن في اختلافها شيءٌ يمكن أن يكون لنا درساً؟
أرجو من الله أن يوفقكم لما يحب ويرضى، ويزيدكم منه قربى، ويرفع في محبّته درجاتكم.
وشكراً لكم من كلّ قلوبنا، والسلام عليكم ورحمته وبركاته تعالى.
الأخت عُلا المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 1ــ لا إشكال في تكرار الكلام والعبارة عند الحاجة، ولعل التركيز على كلمة (الكساء) لكي تعرف هذه القصّة العظيمة، ونزول آية التطهير فيها مدى الدهر.
2ــ نعم، في هذه القصّة الجليلة قد ركّزت وأكدت على أنّ جميع المعصومين الخمسة(عليهم السلام) هم أهل بيت النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وخاصته وحامته لا غير.
3ــ وكلمة (اكتملنا) شاهدة على أنّ المعصومين الخمسة الذين كانوا تحت الكساء لا فرق فيهم من العصمة والطهارة والولاية، وغيرها من الأمور.
4ــ إنّ نور الأئمّة التسعة آنذاك كان في جبين الإمام الحسين(عليه السلام)، أو في صلبه كما تعلمين، وإنّ الأئمّة المعصومين كلّهم من مصاديق أهل بيت النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وكلّهم مطهرون معصومون، وآية التطهير شاملة لهم جميعاً.
5ــ كلمة (بنوها) كما تعلمين على وزن جمع الكثرة (فعول)، وفي اللغة الفصحى وعلى معيار الفصاحة والبلاغة نهائياً لا يليق أن يستعمل هذا الوزن على أقل من أحد عشر شيئاً.
فحسب التدقيق نقول: إنّ المعصومين الأربعة عشر(عليهم السلام)(فاطمة، وأبوها رسول الله، وبعلها الإمام عليّ، وبنوها أحد عشر)، كلّهم كانوا تحت الكساء حسب بياننا، وهم مشمولون في آية التطهير.
6ــ وقول جبرائيل(عليه السلام) محمول على ظاهر القضية، وهو كان سادساً على ظاهر الحال.
7ــ وأمّا الأفعال المختلفة في التعبير عن المجيء إلى الكساء، فلا تخلو عن الفائدة والدرس والعبرة، لكن هذا كلّه على فرض القطع بصدور تلك الألفاظ منهم بالضبط، ولكن يمكن القول بأنّ الراوي ربّما ينقل الحديث بالمعنى، فيبدل بعض الألفاظ ببعض، فهنا لا نستطيع الاستفادة من تغاير الألفاظ إن قلنا أنّ الحديث نقل بالمعنى.
ودمتم في رعاية الله