الجنة ونعيمها

بسم الله الرحمن الرحيم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ج1 الجنة درجات وليست درجة واحدة وبالتاكيد يكون نعيمها درجات أيضا ومن النعيم الحور العين الهدف من خلق الحور العين هو كرامة المؤمن وحبا له وليس بالضرورة القضية الجنسية بل أصلا لا يعلم انه في الجنة تكون المتعة من النساء بنفس الطريقة الدنيوية فلعل نظرة او لمسة او شيء من هذا او ادق منه يحقق المتعة الكبيرة والانسان يجد نفسه يتمتع في الرؤيا والاحلام ويعيش البهجة والسعادة وهو في الحقيقة لم يستعمل آلة الجنس كما يستعملها في اليقظة فالجنان امورها تختلف وحساباتها لا عين رات ولا اذن سمعت على حد تعبير بعض الروايات وهناك أمور أخرى في قضية النعيم الجناوي والروايات الواردة في بيان حالها وبيان صفة حور العين وهي تحكي مدى حب الله لعباده لا من جهة اعداد النعيم لهم فهذا شيء واضح بل لاجل ان يبعدهم عن المعاصي في هذه الدنيا ولاجل تكاملهم في الاخرة وحتى تتضح الفكرة اسمح لي ابينها بمثال الوالد يحب ولده كثيرا ويعلم ان ولده قد يرتكب الولد بعض المفاسد والأمور التي تضر به هو لا بابيه كان يرافق صديق السوء مثلا او يضرب الاخرين او لا يذهب الى المدرسة او غير ذلك من الأمور التي يراها الاب انها تضر ولده وتؤثر على مستقبله وبالتاكيد الولد لا يعي هذه القضايا وهو غارق في مغريات الحياة التي تاخذه يمنة ويسرة فالاب يريد ان يبعد ابنه عن هذه الأمور فهناك عدة طرق بامكانه ان يتخذها منها ان يبرز له أمور يطمع بها الجميع ويريدها الجميع كان يقول له ان استمررت بالدراسة ونجحت وتفوقت فاني اخذك سفرة الى الشمال ترى جمال الدنيا هناك او يقول له اشتري لك دراجة نارية او اشتري لك لابتوب حديث او غير ذلك فان هذه الأمور ترغب الابن على ترك الأمور التي تبعده عن النجاح والتفوق ويجعل في افقه هذه العطايا التي تنتظره وهنا الاب ليس غرضه من هذه الأشياء ان يتمتع بها بحد نفسها بل لاجل حبه لابنه وانه يريد من ابنه ان يبتعد عن هذه المفاسد وأيضا ان يوجد له شيئا يعينه بعد نجاحه في هذه المرحلة فان اختيار اللابتوب له كهدية عند تفوقه في الإعدادية مثلا حتى يعينه هذا الجهاز في الجامعة فعملت هذه الهدية عملين أبعدت الابن عن الأمور التي تفسده وتضيع وقته وأيضا يستفيد منها في تكامله في الجامعة. ان اتضح هذا المثال نقول ان كثيرا من النعيم الذي اعده الله تعالى لعباده واخبرهم به احد الأهداف من هذا النعيم هو شدة حب الله تعالى لعباده وانه يريد ان يبعدهم عن مهاوي الدنيا ومفاسدها وان يستثمروا دنياهم في أمور عظيمة ترتقي بهم الى مراتب عالية فالله تعالى لم يخلقهم للدنيا وانما خلقهم للكمال الاخروي الذي ينطلق منه الانسان الى عظمة لا يمكن ان يجدها في الدنيا ولكن الدنيا تؤهله للوصول اليها كما هو الحال في الدراسة الابتدائية فانه مقدمة للوصول للجامعة ولا يمكن الوصول للجامعة مالم يمر بهذه المراحل وهذه المراحل ليست هي المطلوبة بحد نفسها بل هي طريق للكمال العلمي وهكذا الدنيا والاخرة. وأيضا النعيم الجناوي يعين الانسان في التكامل في نفس الجنة كما هو اللابتوب في الجامعة فان نفس الحور العين بالإضافة لقضية التمتمع التي تظهر كفائدة وغاية لوجود الحور العين ولكن هناك شيء اكبر في الجنة وهو الترقي الى ما هو افضل فتكون هي احد العوامل المعينة وكل ما في الجنة من نعيم فانه إيجابي لا سلبية فيه وفي كل مجالاته وبهذا يتضح من كل هذا الكلام وجود فوائد للنعيم ليس بما هو نعيم ويتمتع المؤمن به بل يكون حافزا يمنعه من المعاصي في عالم الدنيا ويكون سببا للتكامل في الاخرة. ج2 اتضح جوابه ان شاء الله مما سبق. ج3 يمكنكم مراجعة كتاب بحار الانوار ج8 / ص71. ج4 بالتأكيد هناك اختلاف بينها فان مقتضى التعدد هو التمايز. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته