logo-img
السیاسات و الشروط
نور حيدر ( 24 سنة ) - العراق
منذ سنة

طاعة الأب المؤذي

أنا فتاة عمري ٢٤ سنة وأبي يعذبني بتصرفاته وكلامه الجارح، لأنني لم أتزوج وأنا حالياً قدمت لدراسة جامعة أخرى وتخصص جديد أُشغل نفسي عن أمور الدنيا، لكنه في كل خطوة يكون ضدي وبكل قرار، لا يريد ان أعيش معهم وكلامه جارح للغاية ويهين بي لأنني لم أتزوج ومتى سوف يرتاح من وجودي، وأنا لم أقصر معهم والله بأي شيء. وصلت إلى حالة التعب والمرض، ماذا أفعل؟ وهل طاعته هكذا أب واجبة؟


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، أكدت الشريعة الإسلامية على وجوب بر الوالدين وإن كانا كافرين، فسلوكهما أو أحدهما السيء لا يبرر عدم برهما فالبر ليس لأنهما صالحين بل لأنهما صاحبا حق قد أوجب الله تعالى وقرنه بعبادته. ابنتي الكريمة، اذا كان الكلام بمقدار الأدب والاحترام وبيان الحق من الباطل فليس فيه عقوق للوالدين. وإذا كان بمقدورك أن تجلسي معه وتطلبي منه أن لا يعاملك بهذه الطريقة أو بامكانك ان توسطي شخصا ثالثاً بينكما كالوالدة مثلاً أو الأخ الأكبر أو الأخت الأكبر المهم شخص يؤثر عليه ويفهمه إن هذا الشيء لا يناسب التعامل مع الأبناء والبنات وأن الاحترام شيء مهم في الأسرة لاسيما من قبل الوالد لاولاده فإنه يمثل الواجهة الأولى في اكتساب الأخلاق الحميدة أو الرذيلة، وليس للبنت من ذنب في عدم زواجها ولست البنت الوحيدة التي لم تتزوج، وإن تعامل الأهل وبالذات الأب بهذه الكيفية له وقع مؤلم على البنت، فبدلاً من الإساءة لها بأي شكل من الأشكال، عليهم التخفيف عنها ومراعاة وحدتها كبنت لم تتزوج بعد. لكن ينبغي أن لا تكون لك ردة فعل إتجاه والدك، لأن ذلك سيزيد في المسافة بينكما، بل حاولي التقرب منه بلطف ولين وكإنك لم تسمعي منه ما يؤذي فلعل ذلك يلفته إلى سلوكه الجاف معك، وفي كل الأحوال فصبرك على هذه الأمور له عند الله تعالى الأجر والثواب، واطلبي من الله تعالى دوماً أن يصلح حال والدك وان يكون في تعامل حسن معك ومع غيرك فهو في الحقيقية يسيء لنفسه قبل أن يسيء لغيره. رزقكم اللّٰه تعالى راحة البال، وقضى اللّٰه حوائجكم بالنبي وآله صلوات اللّٰه عليهم أجمعين.