شبهات حول القران
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو الرد على هذه الشبهة التي وجدتها على موقع الحوار المتمدن .............................................. يقول القرآن عن نفسه بأن آياته محاكمات بينات.اما الرسول “ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”. والمعروف أن القرآن وحسب الأسطورة الإسلامية كان في اللوح المحفوظ منذ الأزل.. ولكن ما معنى وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كيف استطاع الشيطان أن يتلاعب بكلام الوحي ؟ ألم يكن الله يقذف شهابا ثاقبا لكل الشياطين الذين يسترقون السمع ؟ فما الذي حدث ؟ الشيطان استطاع هنا ،وعبد الله بن أبي سرح استطاع هناك وغير ما غير،وسعد بن معاذ نطق من سابع سموات هو الآخر ،وابي لبلبة كان له علم الغيب هو الآخر عندما أشار بالذبح لبني قريضة ،قبل أن يستسلموا لمحمد..وعمر يأمر ومحمد يلبي….هذا هو الإسلام وهذا هو القرآن…. .. وثم يرجع القرآن ويقول "ثم يحكم الله آياته" ...يا سلام ...افهم من هذا فشل الله في أول الأمر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ عجباً،هل كانت هكذا في اللوح المحفوظ " ثم يحكم الله آياته" .تخيلوا شاعراً يلقي شعره في إحدى المنتديات الشعرية وبعد انتهائه يقول انتظروني أسبوعان أو ثلاثة حتى احكم ابيات شعري !!!! ثم،أليس الله كلي القدرة والمعرفة ،فكيف استطاع الشيطان أن يلقي على محمد كلام الغرانيق المعروف ؟؟ وكم مرة يفشل الله وينتصر الشيطان
بسم الله الرحمن الرحيم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الجواب المختصر: ان كثيرا من هذه الإشكالات هي مثارة منذ زمن وقد أجاب عنها العلماء واشبعوا الجواب عنها وعندنا في الأرشيف الكثير من الأجوبة والتفاصيل بامكانكم مراجعتها والجواب المختصر عن كل ما يقال شيء واحد ان الله عز وجل حكيم وعليم بكل الأمور من اول الخلق الى ما شاء علمه والقران الكريم نزل من عند حكيم عليم فلا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فما يتوهمه المتوهمون لا يكاد يتجاوز تراقيهم والله يحكم اياته ولو كره الكافرون . الجواب التفصيلي: كثير من الأحيان تجد من يبغض الدين والإسلام يكون أسلوبه مشوش في النقاش ولا يكاد يحسن قولا فالان ما نقله جنابكم لا تجد له شيئا منظما ودليلا ناجعا بل تجده يذهب ذات اليمين والشمال والغرض من هذا الأسلوب ان السامع لا يفكر ويظن انه هو الحق المبين مع انك بمجرد ان تفكك كلامه تجده كلاما فارغا لا قيمة علمية له وما جاء بشيء جديد فاشكاليات قديمة يجترونا ويعيدونها وكثير من الإشكالات سببها ما ورد عند إخواننا السنة في كتبهم وسيتضح الان هذا الكلام. كيف ما كان ولأجل ان تكون الأمور واضحة نبين قضية الغرانيق يذكر تفسير الرازي، فخر الدين الرازي، ج23/ص50، (وهو تفسير من إخواننا السنة) في قضية الغرانيق ما نصله: المسألة الثانية : ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى إعراض قومه عنه وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به تمنى في نفسه أن يأتيهم من الله ما يقارب بينه وبين قومه وذلك لحرصه على إيمانهم فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله وأحب يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء ينفروا عنه وتمنى ذلك فأنزل الله تعالى سورة * ( والنجم إذا هوى ) * ( النجم : 1 ) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ قوله * ( أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى ) * ( النجم : 19 ، 20 ) ألقى الشيطان على لسانه " تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى " فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءته فقرأ السورة كلها فسجد وسجد المسلمون لسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد سوى الوليد بن المغيرة وأبي أحيحة سعيد بن العاصي فإنهما أخذا حفنة من التراب من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام فقال ماذا صنعت تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله وقلت ما لم أقل لك ؟ ! فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً عظيماً حتى نزل قوله تعالى : * ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ) * الآية )(انتهى كلام الرازي). وذكر الرازي ان هذا (أي نسبة السهو للنبي) رواية عامة المفسرين الظاهريين وناقشها ولم يرتضها ولكن مصادر إخواننا السنة تروي هذه الرواية وتاخذ بها، ومن المصادر التي ذكرت هذه الرواية (طبقات ابن سعد: 1 / 205 وتاريخ الطبري: 2 ص 226، وتاريخ ابن الأثير: 2 / 77 وسيرة ابن سيد الناس: 1 / 157). فنحن وهذه الرواية وغيرها التي تثبت ان النبي يسهو او نسي وان جبرائيل يعاتبه وان النبي أخطاء في التبليغ وان لسانه خاضع للشيطان ومن هنا تكون الإشكالية اكبر فانه كما تسلط عليه الشيطان الان فان تسلطه في غير هذا المورد اكثر واكثر وبالتالي يأتي أمثال هذا المستشكل ويشكل علينا ويتطاول على القران وعلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بعد اتضاح الشبهة وأين مصدرها وكيف نشأت نقول في جوابها ان هذه الروايات لا يمكن ان نقبلها في حق النبي (صلى الله عليه واله وسلم) والإساءة اليه وان هذا افتراء على رسول الله صلى الله عليه واله لا يمكن قبوله بحال وقد أجاب عن هذه الشبهة السيد علم الهدى المرتضى في كتابه تنزيه الأنبياء، ص152 بامكنكم مراجعته ففيه فائدة ان شاء الله وبامكانكم مراجعة الارشيف ففيه ما ينفع في المقام فاتضح ان الشيطان لا يقدر ولا حتى في الخيال ان يتسلط على لسان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) اما قضية عبد الله بن ابي سرح فانه كان يكتب الوحي وكان يكتب خلاف ما يملي عليه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) حتى تطاول على النبي بل افترى اكثر من ذلك ونزل فيه قوله تعالى ((وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ)). واما قضية سعد بن معاذ فلا اعرف ماذا يقصد بنطق سابع سموات وكل ما حصل معه في قضية شهود الزنا فقد تساءل عند النبي ان الرجل لو وجد عند زوجته شخصا كيف يمكن له ان يثبت ذلك وفي الاثناء جاء هلال بن امية وهو يشكو من وجود شخص مع زوجته فكيف له ان يثبت زنا زوجته فنزلت وقتها اية اللعان فهذا شيء لا يعني ان الشرع مرهون بسعد بل الله عز وجل ينزل من القران ما يحتاجه الناس شيئا فشيئا وكل له وقته تقتضيه المصحلة. وكذلك بقية الأمور التي هي مجرد تدليس على الناس كي يصورون ان الموضوع واضح جدا وانه لا نقاش فيه وهم في الحقيقة لا يريدون الا ضلال انفسهم واضلال الاخرين. اما قضية قوله تعالى ((يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ)) فانه لما لا يفهم كلام الله عز وجل وعندما يكون جاهلا بمعاني القران تجده يشرق ويغرب فليس كل عبارة (اية) او (ايات) تعني الفاظ القران الكريم بل كثيرا ما تاتي الاية بمعنة الدليل والبرهان كقوله تعالى ((وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً)) (المؤمنون:50) ومريم وامه بشر وهما اية لله تعالى وقوله تعالى ((سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)) (فصلت:53) وعشرات من هذه الايات الشريفة فاذا اتضح هذا تفهم معنى ((يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ)) ذكر الطبرسي في الاحتجاج رواية في تفسي هذه الاية الشريفة نختم بها الطبرسي في ( الاحتجاج ) في حديث عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : « فذكر عز ذكره لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده ، بقوله : * ( وما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ولا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِه فَيَنْسَخُ اللَّه ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّه آياتِه ) * يعني أنه ما من نبي يتمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه وعقوقهم ، والانتقال عنهم إلى دار الإقامة ، إلا ألقى الشيطان المعرض بعداوته - عند فقده - في الكتاب الذي انزل إليه ذمه ، والقدح فيه ، والطعن عليه ، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين فلا تقبله ، ولا تصغي إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين ، ويحكم الله آياته بأن يحمي أولياءه من الضلال والعدوان ، ومتابعة أهل الكفر والطغيان ، الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالأنعام ، حتى قال : بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )(الاحتجاج، ج1/ص383). طال الجواب لكن الكلام كثير وقد اختصرت منه رعاية عدم الاطالة كيف ماكان فان كثيرا من هؤلاء هم يجهلون القران وعظمة القران ويتصورون انه كتاب بشر وعندما تبين لهم مكامن الضعف في كلامهم فانهم يتكبرون ويستعلون علوا كبيرا. عصمنا الله واياكم من الزيغ والضلال تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته