هيثم الحاج - ليبيا
منذ 4 سنوات

 بطلان حديث العشرة المبشرة

لا يجوز الرد على الأدلة الا بمثلها وإيراد الأحاديث على عموميتها غير جائز فإنكم زعمتم أنما قتل عثمان هو سيف عائشة ((مجازا)) وقد تعلمون ما عنها من إنكارها لهذا مما ثبت في صحيح البخاري وكذلك يفترض تبيان موضع الحديث من حيث الصحة والضعف عن المخالف لكم حين الإستشهاد به وهذا من بيدهيات الأمانة العلمية. ولا يكون مناقشة الأحاديث الا بالطريقة العلمية من حيث تبيين السند ووجه الضعف فيه


الأخ هيثم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان تحريض عائشة على عثمان بن عفان أمر ثابت ومتظافر ذكرته المتون الحديثية والتأريخية واللغوية بتسالم ظاهر ، فقولها: ((اقتلوا نعثلاً فقد كفر)) أشهر من نار على علم ! ذكره الطبري في (تاريخه 3: 477) وهو أوثق الكتب التأريخية بشهادة الكثيرين , وابن الأثير في (كامله 3: 80 ، 100)، وابن الأثير صاحب (النهاية 5: 79), وابن منظور في (لسان العرب 11: 670), والزبيدي في (تاج العروس 8: 141) , وسبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص ص61، 64)، وابن قتيبة في (الإمامة والسياسة 1: 71، 72) , والحلبي في 0سيرته 3: 356), وابن اعثم في (الفتوح 1: 64). وهذه العبارة الصادرة عن عائشة في حق عثمان هي فتوى صريحة في قتله وكفره، ومن هنا قال ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة 6: 215): (( قال كل من صنف في السير والأخبار: إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله (ص) فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله(ص) لم يبل وعثمان قد ابلى سنته قالوا: أول من سمى عثمان نعثلاً عائشة، وكانت تقول: اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً )). انتهى. وقد فسر ابن الأثير والفيروز آبادي وابن منظور والزبيدي (النعثل) بالشيخ الأحمق، ونعثل يهودي كان بالمدينة قيل شبه به عثمان كما في التبصير، ونعثل رجل من أهل مصر كان طويل اللحية، قال أبو عبيد: كان يشبه عثمان. ويمكنكم أيضاً لغرض متابعة تحريض السيدة على عثمان ان تراجعوا المصادر التالية وقول الصحابي الجليل عمار بن ياسر لعائشة: (( أنت بالأمس تحرضين عليه ثم أنت اليوم تبكينه )) في (طبقات ابن سعد 5: 25. أنساب البلاذري 5: 75، 91، تاريخ الطبري 5: 140، 166، 172، 176، الاستيعاب لابن عبد البر ترجمة الاحنف بن قيس، الإمامة والسياسة 1: 34، 46، 57، نهاية ابن الأثير 4: 166، أسد الغابة 3: 15، الكامل لابن الأثير 3: 87 ). وعليه فما ذكر في النص الذي نقله ابن عبد ربه في (العقد الفريد) عن العتبي ـ والذي أوردناه في الجواب المذكور ـ بأن عثمان قتل بسيف عائشة قول لا يجانب الحقيقة، بل أصاب كبدها وهي ظاهرة كالشمس في رابعة النهار لمن كان له عينين من بصر وبصيرة. ودمتم في رعاية الله