الأخت رنا المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المعجزة وإن كانت تستند في حصولها إلى قانون او ناموس، ولكن لا دليل على كون ذلك الناموس ناموسا طبيعيا حتى يطلب الدليل العلمي على حصول حادثة رد الشمس، بل إن نفس تعريف المعجزة (وهو الأمر الخارق للطبيعة) يدلك على أن نوع ذلك الناموس المدعى استناد المعجزة إليه هو أمر يقبع فيما وراء عالم الطبيعة وبالتالي فهو خارج عن دائرة اختصاص العلوم الطبيعية، فطلب الدليل العلمي عليه إذن لغو لا معنى له. ولكن لو سلمنا بأن حادثة رد الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام ليست أمرا خارقا للطبيعة، وانها ليست أكثر من امر طبيعي ولكنه خارق للعادة، وأن وراء هذه الحادثة سبب طبيعي ما، فهل يرى العلم المعاصر أن حصول مثل الامر (ولو من الناحية النظرية) مستحيل؟ الجواب بالنفي طبعا، فإنه يمكن لنا ان نصوغ فرضية معينة يقرها العلم ونفسر على ضوئها حصول تلك الحادثة، كما صاغوا هم أنفسهم فرضيات لتفسير كثير من الظواهر ولم يثبت صحتها حتى الان بدليل قاطع، ومنها على سبيل المثال فرضية ظهور الكون من انفجار لمادة شديدة الكثافة لا يتجاوز حجمها حجم البرتقالة، وأطلقوا على هذه الفرضية (نظرية الانفجار العظيم)، فهذا التفسير لحصول الكون ليس بأغرب مما لو عزونا ظاهرة رد الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام إلى حدوث انقلاب مؤقت في قطبية كوكب الارض بسبب تأثير جرم سماوي معين ككوكب او نيزك كبير أو ما أشبه، ثم عود الارض الى حالها الاول بعد زوال تاثير ذلك الجرم السماوي، إن ذلك بحسب العلم المعاصر ممكن، بل إنهم يتوقعون حصول هذا الانقلاب فعلا في قطبية الارض في المستقبل، فينعكس بسببه دوران الارض حول نفسها ويتراءى للمشاهد ظهور الشمس من المغرب لا من المشرق كما هو الحال اليوم. فهذه فرضية علمية مقبولة يمكن لنا على ضوئها تفسير تلك الحادثة. لقد ورد في القرآن الكريم ذكر لجملة من الحوادث الكونية سواء ما حصل منها في الماضي او ما سوف يحصل في المستقبل مما تبدو معه حادثة رد الشمس أمرا مقبولا، فعلى سبيل المثال قوله تعالى (( اقتربت الساعة وانشق القمر )) من هذا القبيل، فحادثة شق القمر معناها حدوث انشقاق في جرم القمر انفصل به الى جزأين ثم عاودا الالتحام، وتعد هذه الحادثة من شواهد نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله... وهي أغرب من مجرد عود الشمس الى السماء لبرهة قصيرة من الوقت ثم رجوعها إلى محلها من الغروب بعد ذلك. وهنالك شواهد فلكية وكونية كبرى ذكرها القرآن الكريم ليس ها هنا محل الخوض فيها. ودمتم في رعاية الله