( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تحصين النفس من فتن هذا الزمان*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي بعض القلق أو الخوف في نفسي من الفتن ودائماً أخشى أن أقع فيها؛ لأنّه كما تعلمون هذا الزمن قد كثرت فيه الفتن والفساد، فكيف أحصن نفسي؟ أريد أعمالاً تجعلني أبقى مع أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) في حياتي وبعد موتي ؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نعم، إنّ الفتن لاتنفك عن هطولها على المؤمنين، بل وعامة الناس؛ لذلك على المؤمن أن يلتجىء إلى الله تعالى ويتوسل بالنبي وآله في أن يتجاوز الفتن ويثبت على المذهب الحق وأن يكون ممَّن تمسّك بالنبي وآله الأطهار، فقد رُوي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمسي كافراً، ويُمسي مؤمناً ويُصبح كافراً، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل".(الريشهري،ميزان الحكمة:ج٣،ص٢٣٦٦). فلا بدّ على المؤمنين أن يكونوا حذرين متيقضين متمسكين في زمن الغَيبة باتّباع مراجع الدين العظام ممَّن ثبتت علميتهم وشهد لهم أهل العلم بفضلهم وبعدهم عن التعلق بالدنيا، والتعلّم منهم ومعرفة الحلال من الحرام والحق من الباطل، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ستكون فتن يُصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمسي كافراً، إلّا مَن أحياه الله تعالى بالعلم".(الريشهري،ميزان الحكمة:ج٣،ص٢٣٦٦). واذا اجتمع العلم والمعرفة مع التقوى والإخلاص لله كان من الناجين المبصرين للفتن فلا يقع فيها؛ فعن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام): "اعلموا أنّه مَن يتقِ الله يجعل له مخرجاً من الفتن، ونوراً من الظلم".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٨،ص١٦٣). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الهدى، تنجلي عنهم كلّ فتنة".(الريشهري،ميزان الحكمة:ج١،ص٧٥٥). وهناك أدعية ذكرتها الكتب المختصة، منها: تكرار هذا الدعاء : ( يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك) ومنها :أن يقول ويكرر: (اللهمّ إنّي أعوذ بك من مُضلّات الفتن). ومنها : قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): "ستُصيبكم شبهة، فتبقون بلا علم يُرى، ولا إمام هدى، لا ينجو منها إلّا مَن دعاء بدعاء الغريق. قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول: يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك. فقلت: يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك. فقال: إنّ الله (عزّ وجلّ) مقلّب القلوب والأبصار ، ولكن قل كما أقول: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٥٢،ص١٤٩). ومنها: عن زرارة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في حديث ذكر فيه غَيبة القائم (عليه السلام) قال زرارة: فقلت: جُعلت فداك فإن أدركت ذلك الزمان فأيّ شيء أعمل؟ قال: يا زرارة، إن أدركت ذلك الزمان فالزم هذا الدعاء: اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهمّ عرفني رسولك فإنّك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهمّ عرّفني حجتك فإنّك إن لم تعرّفني حجتك ضللت عن ديني".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٩٢،ص٣٢٦). والحمدلله رب العالمين