السلام عليكم ورحمة اللّٰه
والدي إنسان طيب ومحترم ويحبنا، لكن عمله ضعيف منذ كنا صغاراً.
أنا الآن بعمر 18 سنة توظفت وتحملت مسؤولية البيت!
كان والدي يجلس أشهراً من دون عمل، ونبقى نستدين وتحتار أمي بنا!
مرت الأيام وتمرض والدي فأصبح لا يقوى على العمل، مما جعلني أتنازل عن الكثير من الأمور التي كنت أطمح لها.
حمدت الله سبحانه وشكرته فربما هذا رزق أن أخدم عائلتي ولم أجعل والدي يحتاج لأحد.
لكن بعض الأحيان أتأسف على نفسي لأني لم أحقق ما طمحت لأجله، كما أنني أرفض الزواج لأجل العائلة والأطفال، وأحياناً أشعر في داخلي بالتذمر!
ما هو حكمي؟
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، بدايةً نحيي هذه الروح المسؤولة والنفس المباركة.
إن ما قمتي به -وإن كان هو وظيفة الرجل- فهو من أعظم الأعمال في الحياة ولذلك أكدت عليه الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام).
فعن الرسول الأعظم (صلى اللّٰه عليه وآله) أنه قال: "أفضل الدنانير الأربعة، دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبة، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، وإن أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك".
وعنه أيضاً (صلى اللّٰه عليه وآله): "الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله". وغير ذلك الكثير.
فالدور الذي تقومين به -ابتتي الكريمة- عظيم وثوابه أعظم.
وفي بر الوالدين ومحبتهما توفيق ونجاح وسعادة في الدنيا والآخرة، والعكس أيضاً ففي عقوقهما سخط الله تعالى، لذلك أكد المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز على أهمية برهما والإحسان اليهما فقال جل شإنه: ﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً﴾ (الاسراء: ٢٣ - ٢٤).
وقول نبينا الكريم (صلى اللّٰه عليه وآله) وقد سأله ابن مسعود عن أحب الأعمال إلى الله تعالى فقال (صلى اللّٰه عليه وآله): "الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين".
وأما مجرد الشعور في الداخل دون ترتب أثر في الخارج، فإنه ليس عليه مأخذة شرعية، وأيضاً لك الحق في الزواج وتكوين أسرة وتبقى عينك على أهلك، فلا تتأخرين عن ذلك.
وفقكم اللّٰه لكل خير