أبو روح الله المنامي - البحرين
منذ 5 سنوات

 رواة حديث إفتراق الأمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال يتعلق بحديث الإختلاف (ستفترق أمتي إلى ثلاثة وسبعين فرقة كلهم في النار سوى واحدة ... ) : ما هي الضابطة لكي نقول بأن هذه المجموعة فرقة إسلامية؟ أو ما هي القاعدة...؟ وفقكم الله لكل خير وصلاح


الاخ المنامي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرواية من المشهورات وقد رواها الفريقان مع اختلاف في النصوص وأقرب الروايات الى الرواية التي ذكرتها ما ذكره صاحب (الخصال ص585 ) ورويت بنحو آخر في (المعاني، والاحتجاج، والامالي، وكتاب سليم بن قيس ، وتفسير العياشي، والاحتجاج). يقول الشيخ جعفر السبحاني: ((وقد رواه من الشيعة الصدوق في خصاله ... المزید والعلامة المجلسي في بحاره ولعل هذا المقدار من النقل يكفي في صحة الاحتجاج به)) (بحوث في الملل والنحل ص26). ولقد اختلفت الآراء في صحة سند الحديث ((والذي يجبر ضعف السند هو تضافر نقله واستضافة روايته في كتب الفريقين: الشيعة والسنة بأسانيد مختلفة، ربما تجلب الاعتماد وتوجب ثقة الانسان به)) (الشيخ جعفر السبحاني في بحوث في الملل والنحل ص25). وقد ذكر السيد نعمة الله الجزائري في كتابه (نور البراهين ج1 ص60) ان الحديث متواتر فقال: ((... وهذا ينافي ما تواتر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: (ستفترق امتي بعدي ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة والباقون في النار). على اختلاف قليل من نقل ألفاظ الخبر الا ان المعنى واحد)). وقد صرّحت أكثر الروايات على وجود فرقة ناجية من بين تلك الفرق الهالكة ولذلك كثرت عبارات العلماء في البحث عن تلك الفرقة الناجية. ولا يمكن اعطاء ضابطة تحدد الفرق الاسلامية وقد اختلفت الآراء في ذلك, فهل الفرق تتحقق إذا اختلفت الاصول فقط أم أن الفرق تتحقق حتى في الاختلاف في الفروع . ثم إنه هل الاختلاف يتحقق وتنشأ الفرق بالاختلاف في الاصول والمعارف التي ليست مداراً للهداية والضلالة، أم ان الاختلاف يحصل إذا اختلفت العقائد الاسلامية التي يدور عليها فلك الهلاك والنجاةز وإذا افترضنا ان الاخيرة هي الضابطة وربطنا بينها وبين الحديث المتقدم لابد ان تكون ((الفرق المذمومة في الاسلام هي اصحاب الاهواء الضالة الذين خالفوا الفرقة الناجية في مواقع تعد من صميم الدين كالتوحيد بأقسامه والعدل والقضاء والقدر والتجسيم والتنزيه والجبر والاختيار والهداية والضلالة ورؤية الله سبحانه وادراك البشر له تعالى والامامة والخلافة ونظائرها)) (بحوث في الملل والنحل ص36). ولكن إذا رجعنا الى الفرق الاسلامية الواقعة حالياً نجد ((ان كثيراً يرجع اختلافهم الى امور عقلية أو كونية مما لا يرتبط بالدين أو ما لا يسأل عنه الانسان في حياته وبعدها ولا يجب الاعتقاد به)) (بحوث في الملل والنحل ص36). ودمتم في رعاية الله