logo-img
السیاسات و الشروط
مامادو سومارة - ماليزيا
منذ 5 سنوات

 معنى الحديث

ما معني أصحابي كالنجوم كلما اهتدتم اهتدووا هل هذا دليل على ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كلهم عدول؟


الأخ مامادو المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الشهيد نور الله التستري - في كتابه ( الصوارم المهرقة : 3،5) قال: أشار بقوله أصحاب كالنجوم إلى ما رووا من قوله (لى الله عليه وآله): (أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم)،وفيه بحث سندا ومتنا. أما أولا فلما قال بعض الفضلاء أولاد الشافعي في (شرح كتاب الشفاء) للقاضي عياض المالكي إن حديث أصحابي كالنجوم أخرجه الدارقطني في الفضايل وابن عبد في العلم من طريقه من حديث جابر، وقال:هذا إسناد لا يقوم به حجة،لأن في طريقه الحارث بن غضين وهو مجهول ورواه عبد بن حميد في مسنده من رواية عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن المسيب عن عمر قال البزار منكر لا يصح ورواه ابن عدي في الكامل من رواية حمزة بن أبي حمزة النصيبي عن نافع عن عمر بلفظ بأيهم أخذتم بدل قوله اقتديتم وإسناده ضعيف لأجل حمزة لأنه متهم بالكذب ورواه البيهقي في المدخل من حديث ابن عباس وقال متنه مشهور وأسانيده ضعيفة لم يثبت في هذا الباب إسناد وقال ابن حزم أنه مكذوب موضوع باطل وقال الحافظ زين الدين العراقي وكان ينبغي للمصنف أن لا يذكر هذا الحديث بصيغة الجزم لما عرفت حاله عند علماء الفن انتهى كلام شارح الشفاء وهو كاف شاف في الرد على أهل الشقاء. وأما ثانيا : فلأن المخاطبين في متن الحديث بلفظ اقتديتم واهتديتم إن كانوا هم الصحابة أو الصحابة مع غيرهم فلا يستقيم إذ لا مساغ للفصيح أن يقول لأصحابه أولهم مع غيرهم (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) وهو ظاهر وإن كانوا غير الصحابة فهو خلاف الظاهر إذ الظاهر أن كل من خاطبه النبي (صلى الله عليه وآله) بهذا الخطاب المتبادر منه الخطاب الشفاهي كان بمرأى منه (صلى الله عليه وآله) فكان صحابيا ولو سلم ذلك لكان الظاهر إخبار راويه بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) قال لجميع من أسلم غير الصحابة أصحابي كالنجوم الخ. ولما لم يكن في روايتكم شئ من هذا التخصيص بطل ادعاؤكم في ذلك وأيضا يلزم على هذا التقدير أن كل من اقتدى بقول بعض الجهال بل الفساق من الصحابة أو المنافقين منهم وترك العمل بقول بعض العلماء الصالحين منهم مهتديا ويلزم أن يكون المقتدي بقتلة عثمان والذي تقاعد عن نصرته تابعا للحق مهتديا وأن يكون المقتدي بعايشة وطلحة والزبير الذين بغوا وخرجوا على علي عليه السلام وقاتلوه مهتديا وأن يكون المقتول من الطرفين في الجنة ولو أن رجلا اقتدى بمعاوية في صفين فحارب معه إلى نصف النهار ثم عاد في نصفه فحارب مع علي عليه السلام إلى آخر النهار لكان في الحالين جميعا مهتديا تابعا للحق والتوالي بأسرها باطلة ضرورة واتفاقا والذي يسد باب كون عموم الصحابة كالنجوم ما قال الفاضل التفتازاني في شرح المقاصد من أن ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على السنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق وبلغ حد الظلم والفسق وكان الباعث عليه الحقد والعناد والحسد واللداد وطلب الملك و الرياسات والميل إلى اللذات والشهوات إذ ليس كل صحابي معصوما ولا كل من لقي النبي بالخير موسوما إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ذكروا لها محامل وتأويلات بها يليق وذهبوا إلى أنهم محفوظون عما يوجب التضليل والتفسيق صونا لعقائد المسلمين من الزيغ والضلالة في حق كبار الصحابة سيما المهاجرين منهم والأنصار المبشرين بالثواب في دار القرار. وقال السيد ابن طاووس في كتابه ( الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف :523 ) : في عدم صحة ما رووا عن النبي (ص) أصحابي كالنجوم ومن طريف رواياتهم أنهم قالوا عن نبيهم أنه قال (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)،وقد علمنا أن الصحابة كان يكفر بعضهم بعضا ويشهد بعضهم على بعض بالضلال ويستحل بعضهم دماء بعض, وقد تقدم بعض ذلك وكما جرى في قتل عثمان وحرب البصرة وصفين وغيرهما من المناقضات والاختلافات فلو كان الاقتداء بكل واحد منهم صوابا لكان الاقتداء بكل واحد منهم خطأ لشهادة بعضهم على بعض بالخطأ ولكان ذلك يقتضى وجوب ضلالهم أو قتلهم جميعا, فما أقبح هذه الروايات وأبعدها من عقول أهل الديانات ودمتم في رعاية الله

2