ابتسام جبار حسين ( 38 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

ادم (ع) خليفة في الارض لماذا اسكنه الله الجنة؟

بسم الله الرحمن الرحيم (وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ)صدق الله العلي العظيم السلام عليكم في هذه الاية نرى ان الله عز وجل خلق ادم ع ليكون اساسا خليفة ومخلوقاً ارضيا لا لان يبقى في الجنة ،اذاً فما هو الربط او المغزى من موضوع الشجرة ومقاسمة الشيطان لهما واخراج ادم من الجنةاي انه هو اصلا خُلق للارض حتى لو لم يكن هناك سبب لاخراجه من الجنةارجو التوضيح وفقكم الله


بسم الله الرحمن الرحيم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ذكر السيد الطباطبائي جوابا عن هذا السؤال في تفسيره تفسير الميزان ونص كلامه وقد أجاب العلامة الطباطبائي (رحمه الله) بقوله: [قوله تعالى في صدر القصة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} (1) يفيد: أن آدم عليه السلام إنما خلق ليحيا في الأرض، ويموت فيها، وإنما أسكنهما الله الجنة لاختبارهما، ولتبدو لهما سوءاتهما، حتى يهبطا إلى الأرض].. إلى أن قال: [وبالجملة: فهو عليه السلام كان مخلوقاً ليسكن الأرض، وكان الطريق إلى الاستقرار في الأرض هذا الطريق. وهو تفضيله على الملائكة لإثبات خلافته، ثم أمرهم بالسجدة، ثم إسكان الجنة، والنهي عن قرب الشجرة المنهية حتى يأكلا منها، فتبدو لهما سوءاتهما، فيهبطا إلى الأرض. فآخر العوامل للاستقرار في الأرض، وانتخاب الحياة الدنيوية ظهور السوأة] تفسير الميزان ج1 ص126و127. وأجاب السيد جعفر العاملي في براءة ادم حقيقة قرانية ص38 ما نصه: (أولا: ان الله سبحانه حين قال للملائكة: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}.. إنما أخبرهم عما أحاط به علمه سبحانه ـ وهو المحيط العالِم بكل شيء ـ وعرفهم بما يؤول إليه أمر هذا المخلوق الجديد، وأنه سينتهي به الأمر إلى الاستقرار في الأرض، والعمل على إعمارها وفق ما يرضيه سبحانه.. ثانيا: ان إسكان النبي آدم عليه السلام في تلك الجنة من جنان الدنيا قد جاء على سبيل التكريم والإعزاز له، أو لأجل التهيؤ للانتقال إلى المسكن الأصلي بعد حين.. لا على الطريقة التي التزم السيد الطباطبائي رحمه الله، والتي تقضي بجعل ما فعله إبليس جزءاً من خطّة لابد من إجرائها. وقد كانت تلك الجنة التي أسكنه الله فيها، أكثر الأماكن أمناً للنبي آدم عليه السلام من أعدائه، بحسب ما هو معتاد، لولا ما توسل به إبليس من لطائف الحيل.. والله يعلم: أن إبليس سوف يلاحق النبي آدم في أي مكان حصل فيه، وسيسعى لحرمانه مما هو فيه، بكل ما لديه من خديعة ومكر وحيلة. ثالثا: ان الجنة التي هبط منها هي من جنان الأرض نفسها، ولكن الله جعل لها مواصفات مميزة لا توجد في أية بقعة أخرى، وقد خلقها الله تعالى، لتكون لائقة بهذا المخلوق العظيم، ولكن بعد أن جرى ما جرى عليه، أهبطه الله إلى الأرض العادية التي لا تداني تلك في مواصفاتها وميزاتها. أما تلك البقعة المميزة، فلا ندري ماذا صنع الله بها!! هل أبقاها على حالها؟! أم أنه أزالها وطمسها؟! أم ماذا؟! إن الله وحده هو العالم بذلك.) تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

6