ما جوابكم على الاستشكالات التالية المطروحة من قِبل المخالفين: ************************* الاستشكال الأول:
موسوعة (بحار الأنوار) "معظم أحاديثها مكذوبة وموضوعة" إذ أنها موسوعة تروي بالْوِجَادَةُ (والوِجَادَةُ كما في اصطلاح المحدِّثين تعني اسمٌ لِما أُخِذ من العلم من صَحيفةٍ، من غير سماعٍ ولا إِجازة ولا مُناولة) ولا تروي بالأسانيد، فمن الملاحظ أن المجلسي معظم مصادره في هذه الموسوعة ليست معروفة وغير موجودة وغير مطبوعة ولا حتى مخطوطة، هذا ناهيكم عن أن هذه الموسوعة في كل طبعة هناك روايات وأبواب تُزاد عليها؟ الاستشكال الثاني:
ما رأي الحوزة العلمية أو أعلام الإمامية المعاصرين في كتاب (مشرعة بحار الأنوار) للمحدث المعاصر الشيخ محمد آصف المحسني الأفغاني -أحد تلامذة السيد أبو القاسم الخوئي-الذي خرج بنتيجة أن الاحاديث التي يعتد بها (والتي تصلح للاحتجاج بها) من كتاب بحار الأنوار هي خمسة في المئة فقط، أما باقي النسبة، والتي تمثل 95 في المئة من الكتاب فهي أحاديث مكذوبة ومزيفة ومفتراة على الأئمة (عليهم أفضل وأتم السلام)؟ *************************
الأخ بو محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد تقدم في جوابنا السابق ان صاحب كتاب بحار الانوار يروي الاحاديث الصحيحة والضعيفة لان الهدف هو المحافظة على كلام اهل البيت (عليهم السلام) من الضياع وذكرنا ايضا ان بعض مصادره معتبرة والاخرى غير معتبرة واما ما ذكره المستشكل من ان جميع رواياته مكذوبة وتروى بالوجادة فهذه مجرد دعوى وامر غير علمي وغير موضوعي والغرض منه التهجم على هذا الكتاب القيم . صحيح ان بعض الاحاديث تروى بالوجادة ولكن ليست جميعها فكثير منها يذكر السند الذي ينتهي إلى اصحاب الائمة (عليهم السلام) فصاحب البحار له سند متصل إلى اصحاب الائمة ولننقل طريقاً واحداً من طرق الشيخ المجلسي والمتمثل باجازة احد مشايخه وهو الشيخ محمد طاهر القمي حيث قال العلامة المجلسي في كتابه بحار الانوار ج107 ص129-131 ما نصه :( إجازة كتبها لنا المولى الاجل العالم الورع مولانا محمد طاهر القمي قدس سره بخطه الشريف : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أوضح لنا السبل إلى الاحكام، وجعل الرواية طريقا لاخذها عن هداة الأنام، والصلاة والسلام على سيد أنبيائه وسفرائه المعصومين الكرام . وبعد فإن الأخ في الله الجليل النبيل العالم العامل الفاضل الكامل جامع بحار الأنوار، مروج آثار الأئمة الأطهار، أعني التقي النقي الطاهر، مولانا محمد باقر، عصمه الله تعالى من الكبائر والصغاير، قد طلب مني إجازة ما صح لي إجازته مما صنفه ورواه علماؤنا الماضون، وسلفنا الصالحون، من الكتب الأربعة المشهورة التي هي دعائم الايمان ومرجع الفقهاء في هذا الزمان، أعني كتاب الكافي للشيخ ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني، وكتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، وكتابي التهذيب والاستبصار لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي أعلى الله تعالى مقامهم، وأجزل في الجنة إكرامهم وغير هذه الكتب من الكتب الامامية . فأجزت له أدام الله إقباله وكثر في العلماء أمثاله، رواية جميع ما رويته عن مشايخي بالقراءة والسماع والإجازة : فأقول : إني أروي الكتب الأربعة وغيرها إجازة عن السيد السند الفاضل العالم العامل السيد نور الدين العاملي - ره - عن إمامي الفضل والتحقيق أعني أخيه السيد العالم الأوحد شمس الدين محمد وأخيه الفاضل العلامة جمال الدين حسن ولد المحقق الشيخ زين الدين رحمه الله، وهما يرويانها عن شيخهما الجليل والد السيد نور الدين علي بن أبي الحسن عن الشيخ زين الدين المزبور، عن شيخه الفاضل علي بن عبد العالي الميسي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن الجزيني، عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشيخ الشهيد محمد بن مكي، عن والده، عن الشيخ فخر الدين محمد ابن العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر، عن والده، عن شيخه المحقق نجم الملة والدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد، عن السيد شمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي، عن الامام أبي الفضل شاذان ابن جبرئيل القمي نزيل مهبط الوحي ودار هجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الشيخ عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ أبي علي الحسن ابن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، عن والده، عن الشيخ أبي عبد الله المفيد، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني صاحب الكافي والشيخ المفيد يروي عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه مؤلف من لا يحضره الفقيه وهو الواسطة بينه وبين الشيخ الطوسي وقد يكون الواسطة أبا عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري وقد يكون غيرهما . وكتب هذه الأحرف بيده الفانية المتمسك بما تركه رسول الله من الثقلين محمد طاهر بن محمد حسين في سابع شهر ذي قعدة الحرام من شهور السنة السادسة والثمانين بعد الألف من الهجرة النبوية والحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد وآله، إنما اكتفينا بهذا السند لعلوه والصلاة على محمد وآله ). واما الامور التي زيدت على كتاب بحار الانوار فقد تم التصريح بها واما القول بان هناك روايات تزادعلى البحار في كل طبعة في الكلام غير صحيح وانما يمكن طبع زيادات لمؤلفيها وليس لصاحب البحار كما صرح ذلك في كتاب جنة المأوى للمحدث النوري حيث طبع مع كتاب بحار الانوار . واما ما نسب إلى الشيخ آصف المحسني فعلى فرض صحة النسبة فان ذلك لا يعدو كونه رايا شخصيا
ودمتم في رعاية الله