زهراء ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنة

اللون

السلام عليكم هل لون فاطمة الزهراء (عليها السلام) المفضل هو الأصفر؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب بعد البحث للأسف لم نعثر على اللون الذي تفضله السيدة الزهراء (عليها افضل الصلاة والسلام) ولكن وجدنا بعض صفاتها (سلام الله عليها) يمكن الاقتداء بها وهي سيدة النساء والقدوة لنا جميعاً فكانت سلام الله عليها، فكانت حياتها (عليها السلام) - على قصرها - مرآةً صافيةً تنعكس فيها تعاليم السماء السمحة التي تزخر بالخُلُق الرفيع والأدب الرباني العالي؛ لذا كان من الواجب علينا أنْ نُسفر عن بعض ما رصّعت به (عليها السلام) كتب التأريخ من أخلاقها القرآنية الكريمة، لتكون دستوراً لنا يتعلّم منه نساؤنا ورجالنا - على حدٍّ سواء - أصولَ الكرم ومعاليَ الأخلاق ومحمودَ الصفات، فإليكِ شذرات من أخلاقها (عليها السلام) . - عدم الاختلاط بالرجال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لها: "أيّ شيءٍ خير للمرأة؟ قالت: أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل، فضّمها إليه وقال: ذرية بعضها من بعض". (المجلسي، بحار الأنوار :ج43،ص84). - الإيثار: الإيثار هو تقديم حاجة الآخرين على حاجة الذات، فهو عكس الأنانية، وقد تضافرت النصوص الشرعية في مدحه، فقد ورد في وصية النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): "يا علي، ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وإنصافك الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلّم .(المجلسي، بحار الأنوار:ج٦٦،ص٣٧١). وهذا الخلق الكريم كان بارزاً في شخصية الزهراء (عليها السلام)، فقد نقل لنا الإمام الحسن (عليه السلام) أحد هذه المواقف فقال: "رأيت أمي فاطمة(عليها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعةً ساجدةً حتى اتّضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتُكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني، الجار ثمّ الدار) . (المجلسي، بحار الأنوار :ج43،ص84). وفي سورة الإنسان يتجسّد مفهوم الإيثار، لدى أهل البيت (عليهم السلام)؛ إذ قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا}. (الإنسان: آية٨)، فقد نزلت هذه السورة المباركة فيهم، فعن ابن عباس: "أنّ الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك فنذر عليّ وفاطمة وفضة جارية لهما إن برءا ممَّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيام فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض عليّ من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم؛ ليفطروا فوقف عليهم سائل وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلّا الماء وأصبحوا صياماً، فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك، فلمّا أصبحوا أخذ عليّ بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشدّ ما يسوءني ما أرى بكم فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبريل وقال: خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتك فأقرءه السورة".( الريشهري، ميزان الحكمة:ج٤،ص٣٢٧٥). - الصدق: الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع، وهو من صفات المؤمنين، وللصدق مراتب ودرجات، وقد ورد في فضله الكثير من الأحاديث والآيات، وقد أمر الله تعالى بالصدق، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة:آية١١٩)، وقال الإمام الصادق (عليه السلام): "مَن صدق لسانه زكى عمله ... المزید".(الكليني، الكافي:ج٨،ص٢١٩). ولأنّ الزهراء (عليها السلام) ربيبة الوحي فقد تمثّلت فيها هذه الصفة بأعلى صورها؛ إذ يُروى أنّ عائشة قالت: "ما رأيت أحداً قطّ أصدق من فاطمة غير أبيها".(الهيثمي، مجمع الزوائد:ج٩،ص٢٠١). - الرفق بالخادمة: كما كان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يرفق بخادمه وكان يقول في فضل الرفق: "إنّ الرفق لم يُوضع على شيء إلّا زانه، ولا نُزع من شيءٍ إلاّ شانه".(المجلسي، بحار الأنوار:ج٧٢،ص٦٠). هكذا كانت الزهراء(عليها السلام) ترفق بخادمتها، فقد رُوي عن سلمان الفارسي أنّه قال: "كانت فاطمة (عليها السلام) جالسة وقدّامها رحى تطحن بها الشعير وعلى عمود الرحى دمٌ سائل، والحسين في ناحية الدار يتضوّر من الجوع، فقلت يا بنت رسول الله دبرت كفّاك وهذه فضّة؟ فقالت: أوصاني رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن تكون الخدمة لها يوماً وعليّ يوماً فكان أمس يوم خدمتها".(القمي، بيت الأحزان:ص٣٦). وهنا نقطة جديرة بالانتباه وهي أنّ الزهراء (عليها السلام) كانت ملتزمة بتعهداتها الأخلاقية. - الزهد: حثّت الروايات الكثيرة على الزهد وذكرت فضله عند الله تعالى وما له من الأثر في الدنيا والآخرة، ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "جُعل الخير كلّه في بيت وجُعل مفتاحه الزهد في الدنيا"(الكليني،الكافي:ج٢،ص١٢٨)، ثمّ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "لا يجد الرجل حلاوة الإيمان في قلبه حتّى لا يبالي من أكل الدنيا"، (الكليني،الكافي:ج٢،ص١٢٨) ثمّ قال (عليه السلام): "حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان حتّى تزهدَ في الدنيا"(الحر العاملي، وسائل الشيعة:ج١٦،ص١٢). لذلك كانت الزهراء (عليها السلام) من الزاهدين، ومن مظاهر زهدها(عليها السلام) أنّها عاشت في بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) سنتين وما كان فراشها إلاّ جلد كبش تنام عليه. وليس الزهد في الدنيا لبس الخشن وأكل الجشب ـ أي: الخشن أو الذي لا إدام له ـ ، ولكن الزهد في الدنيا ـ قُصر الأمل ـ كما يبيّن لنا ذلك النبي(صلى الله عليه وآله). - الصبر: إنّ الصبرّ يحتلُّ موقعاً كبيراً من إيمان الإنسان وقد رُوي عن الرسول (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "الصبرُ من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج١،ص١٥٥٨). لذلك كانت الزهراء صابرةً، فقد عانت (عليها السلام) صنوف المشاق والأذى وقلّة ذات اليد وجشوبة العيش. ومن الشواهد على صبرها (عليها السلام) أنّها صَبَرت على الجوع، فقد جاء في إقبال الأعمال، أنّه حينما تصدَّقت على المسكين واليتيم والأسير، دَخَلَ عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي قائمة في محرابها، ولقد لصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها من شدّة الجوع فقال النبي (صلى الله عليه وآله): "واغوثاهُ يا الله، آل محمّد يموتون جوعاً، فهبط جبرئيل (عليه السلام) وهو يقرأ {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ}".(ابن طاووس، إقبال الأعمال:ج٢،ص٣٧٦). هذا ما تحصلنا عليه بخدمتكم وفقكم الله لكل خير

4