logo-img
السیاسات و الشروط
علي ( 21 سنة ) - العراق
منذ سنة

عوامل الاقبال على العبادة

السلام عليكم لماذا أحياناً نشعر بالحزن والضيق؟ وبعض الأحيان عند الأذان اتضايق لأنه سوف أصلي! وأشعر بالتعب. علماً في السابق كنت أنتظر وقت الصلاة. بعدها تغيرت على الرغم أن أصدقاءي ينبهرون بأعمالي وأفعالي. يوم بعد يوم أكون أسوأ، فهل أصابني حسد مثلاً؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ولدي العزيز، لكل منا حالة اقبال على العبادة وحالة نفور ويعبر عنها: إن للنفس اقبال وادبار، فإن اقبلت فروضها بالنوافل وان ادبرت فاقتصر فيها على الفرائض. وذكر علمائنا الاعلام (رفع الله مقامهم) مجموعة من العلاجات لهذه الحالة لعلها تعالج وضعكم إن شاء الله، وهي: ١) من عوامل تجديد علاقة النفس مع العبادة المراوحة -كما يعبر عنها علماء السلوك- والمراوحة بمعنى أن الإنسان يراقب نفسه، فإذا راقب نفسه يجد نفسه تارة معرضة وتارة مقبلة، فإذا رأى النفس مقبلة فليستثمر الوقت والفرصة إذا وجد نفسه راغبة مشتاقة مقبلة نحو العبادة بأن يغرق النفس بالعبادة وبألوان العبادة حتى تتزود زاداً وفيراً ينير لها قبرها وينير لها مضجعها ويفرش طريق آخرتها بالرغد والهناء. وإذا رأى النفس مدبرة ومعرضة عن العبادة فليقتصر على المقدار الواجب كي لا تنفر النفس من العبادة نفوراً كلياً ولا تعرض عن العبادة إعراضاً تاماً، وهذا ما ورد في الحديث الشريف عن الإمام علي (عليه السلام: «للقلوب إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فاحملوها على الفرائض والنوافل وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض». وما سمي القلب إلا من تقلبه أحياناً يفرح وأحياناً يحزن وأخرى يحب أو يبغض وربما يشتاق أو ينفر. فالقلب تحتاج تقلباته إلى مراقبة وتحتاج إلى معالجة، وليس من الحسن أن يسترسل الإنسان إذا أقبل القلب ولا يسأل عن إقباله ولا يستثمر الفرصة وإذا أدبر القلب حمله فوق طاقته فإن هذا يؤدي إلى نفور النفس من العبادة، ولا اقصد بأن يعرض الإنسان عن العبادة بالكلية؛ لا، بمعنى أن ينتقل من عبادة إلى عبادة أخرى. ٢) ومن طرق معالجة النفس وتجديد علاقتها بالعبادة هي: الاعتماد على العقل الجمعي، فإن العقل الجمعي مؤثر في بعض الأحيان في دفع الإنسان نحو العبادة وانطلاقه إليها، لذلك جاءت النصوص المتضافرة الدالة على استحباب صلاة الجماعة وأن صلاة الجماعة تَفضُل صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة، وأن الجماعة إذا زاد عددهم عن عشرة فلا يحصي ثوابها إلا الله وأنه إذا قبلت صلاة أحد المصلين في الجماعة فإنه تقبل صلاتهم كلهم، ولنفترض أن الجماعة عشرة.. عشرين.. خمسين ... المزید مئة وواحد منهم من المأمومين تُقبل صلاته فإنه تقبل صلاة الجميع بقبول صلاة أحد المأمومين. والإنسان إذا لاحظ هذا الفضل وهذا الثواب الكبير لصلاة الجماعة يشكل ذلك دافعاً ذاتياً له نحو العبادة، وهذا من طرق تجديد العلاقة مع العبادة. ٣) الطريق الأخير أو العامل الأخير: اختيار الخلوة. فالإنسان ربما مع المجتمع لا يتفاعل مع العبادة، فالكثرات تشتت ذهنه، لكن الإنسان إذا جلس بمفرده مثلاً في الليل وخلا بنفسه، فالخلوة عامل يسبغ على النفس هدوءً وسكينة فالليل لباس تلبسه النفس فيسبغ عليها حالة من الهدوء والسكينة والاطمئنان. كما أن الإنسان لو اختار الجلوس مع ربه حتى لو صلى ركعتين فقط ليس بالضرورة أن يصلي عشرين ركعة أو صلاة الليل حتى لو صلى ركعتين منها فقط، فإن صلاة ركعتين مع الظلمة والخلوة ومع الاستقرار والهدوء، ومع الاعتراف لله بالذنوب، والإقرار بالمعاصي، وانحدار الدمعة، وارتفاع الألم، وارتفاع الحسرة والندم والآهات، فإن كل ذلك عامل يقرب الإنسان نحو الله تبارك وتعالى. روي عن النبي (صلى اللّٰه عليه وآله): «يا أبا ذر ركعتان بتفهم خيرٌ من ألف ركعة والقلب لاهي». أنت لا تصلي ألف ركعة والقلب لاهي، صلي ركعتين بخشوع بدمعة باعتراف بالذنب، فإن هذا عامل يجدد علاقتك بالعبادة ويشوقك نحوها والقرب من الله تبارك وتعالى. وكل ذلك يخلق مجموعة من الأجواء الروحية تساعدكم في أداء فرائض النهار اليومية بحول الله وقوته. وفقكم الله لكل خير

1