logo-img
السیاسات و الشروط
احمد ناجي - النرويج
منذ 5 سنوات

 كتب الحديث التي يرجع اليها الشيعة

أحياناً عندما يتحاور احد الشيعة مع السنة يحتج عليه السني بأحاديث ضعيفة و عندما يرد عليه الشيعي بأنّ هذه الأحاديث ضعيفة السند يقول السني وهل لديكم علم حديث أو و هل لديكم حديث صحيح و يقول أحد السنة 90 بالمئة من أحاديثكم ضعيفة أو يقول لا يوجد لديكم حديث صحيح. 1- فلماذا يقول ذلك ؟ 2- ما هو الرد على هذا الإتهام 3- كيف نعرف أنّ هذا الحديث ضعيف أو صحيح السند و هل يوجد طريقة أخرى غير دراسة علم الرجال لنعرف ذلك ؟


الأخ أحمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  أولاً: هؤلاء عبارة عن ببغاوات يرددون كل ما يقوله ابن تيمية بالحرف, سواء كان ذلك في العقائد أو في الخلافيات مع خصومهم فقد تربوا على أفكار ابن تيمية فهم لا يتجاوزونها أبداً ولا يحققونها بل يسلّمون بكل ما يقول ويقلدونه دون أن ينظروا أو يتحققوا ويرسلون كل ما يدّعيه إرسال المسلّمات, فكل هذا الكلام قد أورده ابن تيمية في (منهاج سنته) وإنهم به الشيعة جزافاً, وهو يعلم من هم الشيعة؟ وكم هم أقوياء في كل العلوم والفنون  حتى أعجب بابن المطهر الحلي جداً في أحد مواسم الحج كما يروون هم أنفسهم حينما سمع صوت العلاّمة من بعيد وسط جمهور من الحاضرين في حلقة كبيرة في الحرم ولم يكن العلامة مرئياً له حينها فأُعجب بكلام العلامة وعلمه فصاح : مَن هذا المتكلم؟! فأجابه العلامة:  ذاك الذي تسميه ابن المنجِّس!!! فابنُ تيمية هو صاحب هذه الاتهامات ومبتكر هذه الأساليب لتكبره واعتداده بنفسه وتبكيته لخصومه والإستهزاء بهم. وتبعه على ذلك صاحب التحفة (الإثني عشرية) ومحب الدين الخطيب وإحسان إلهي ظهير وأذيالهم ومن لف لفهم. ثانياً:  واما واقع الحال فلدينا علماء رجال وعلم حديث ومباني وقواعد في قبول الحديث أو عدم قبوله ومنذ سالف الأزمان, فرجال الكشي والطوسي والنجاشي وابن الغضائري والبرقي مؤلفة منذ القرن الرابع وبدايات الخامس وهي موجودة لحد الآن, واما من نص على تأليف في الرجال فلا يدخل تحت الحصر, فلا يدّعي مدعي ولا يزعم زاعم أنّ الشيعة لا يعرفون هذه العلوم . وما ذنبنا إذا كان المخالفون يجهلون أبسط الأشياء عن غيرهم! ولو اطلع هذا المدعي على كتب أصحابنا لوجد الكثير منهم قد اشترط صحة تلك الروايات التي ضمنها كتابه واعتبارها, كالشيخ الكليني في (الكافي) والصدوق في (لفقيه) والطوسي والتهذيب وابن قولويه في (جامع الزيارات) والقمي في تفسيره وغيرهم, فكيف يشترط وينص كل هؤلاء وغيرهم, الصحة في كتبهم ووثاقة رجال أسانيدهم ويدّعي مدّع ٍ بعد ذلك بأنهم لا يعرفون هذه العلوم ولا يميزون بين الصحيح والضعيف والموضوع. وأما ادعاء ان (90%)  من الأحاديث الضعيفة في كتب الشيعة,فهذا كذب ومبالغة! وأحاديث الشيعة كثيرة جداً فلو صح منها (10% ) لكانت تفوق الـ (20) ألف حديث, أما السنة فعدد أحاديث الصحيحين عندهم دون المكرر هي (6000) حديث على أعلى التقديرات مع أن وجود الضعيف فيها في غير الصحيحين قد يبلغ  (90%)  فلا يخلص لنا أكثر من (10) آلاف حديث من مجموعة الأحاديث الصحيحة. فتكون الأحاديث الشيعية الصحيحة  واقعاً أكثر بل ضعف عدد الأحاديث الصحيحة عند السنة. ثالثاً:  عندنا مبنيان في معرفة وتمييز الحديث الصحيح من الضعيف وهما مبنى الوثوق ومبنى الوثاقة. فالأول: وهو طريقة القدماء,لا يعتمد على توثيق الراوي بالدرجة الأساس وإنما يؤخذ بنظر الاعتبار لقبول الرواية وعدم ردها مثل عمل جمهور العلماء ومشهورهم بها وكذا القرائن الحالية والمقالية على صدورها وتعدد طرقها وعدم وجود كذاب في إسنادها وما إلى ذلك. والثاني: وهو مبنى جمهور المتأخرين, وهو مبنى الوثاقة, ويتم من خلال النظر في أسانيد الروايات والحكم عليها من خلال ذلك حيث يصحح حديث الثقاة العدول ويوثق حديث الثقاة  المخالفين ويضعف حديث المقدوحين ويرد حديث الكذابين فيكون السند هو العمدة في الاحتجاج بالخبر أو عدم الاحتجاج  به, ويتم ذلك من الإحاطة والاجتهاد بعلم الدراية وعلم الرجال والقواعد الرجالية ومباني العلماء فيها . ولمزيد من الإطلاع أرجع إلى موقعنا على الإنترنيت وتحت عنوان: (الاسئلة العقائدية/ الحديث). ودمتم في رعاية الله

3