علم العباس
السلام عليكم اريد نبذه مختصره عن علم ابا الفضل العباس جزيتم خيرا.
عليكم السلام … ورد عن أهل البيت عليهم السلام في ابي الفضل العباس (أنه زق العلم زقا) وليس هذا بكثير علي رجل يتخرج من مدرسة مدينة العلم ، و يعاصر أربعة من الأئمة (عليهم الصلاة و السلام)، متأدبا بآدابهم، آخذا من علومهم. ان وجود الامام الحسن عليه السلام أولا، ثم الامام الحسين عليه السلام ثانيا، كان بطبيعته حاجبا من ظهور شخصية أبي الفضل العلمية، فالامام لايضاهي في علم ولا في غيره، و لو قدر للعباس عليه السلام أن يعيش في غير عصر الأئمة عليهم السلام، أو في غير بلدهم، لظهر للناس مقامه العلمي الرفيع، كذلك الأئمة عليهم السلام أنفسهم فلا تظهر للناس علوم الخلف الا بعد مضي السلف؛ حتي روي الطبرسي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: ما مشي الحسين بين يدي الحسن عليه السلام قط، و لا بدره بمنطق اذا اجتمعا تعظيما له مع امامتهما معا، و تقاربهما في السن، فكيف يستطيع العباس مع وجودهما عليهما السلام أن يملي علومه؟. و شهادتهم عليهم السلام تكفي دلالة علي سمو منزلة أبي الفضل (عليه السلام ) العلمية . عن ثابت بن أبي صفية، ( قال: نظر سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلام الي عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، فاستعبر، … ثم قال عليه السلام: رحم الله العباس، فلقد آثر و أبلي وفدي أخاه بنفسه، حتى قطعت يداه فأبدله " الله عزوجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب و ان للعباس عند الله تبارك و تعالي منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة. • العباس (ع) في حديث الامام الصادق (ع) كان عمنا العباس نافذ البصيرة ، صلب الايمان . و عن كتاب مقاتل الطالبيين لأبي الفرج، روي الشيخ أبونصر البخاري باسناده عن الفضل بن عمر، عن الصادق عليه السلام أنه قال: رحم الله عمنا العباس كان و الله نافذ البصيرة، صلب الايمان، قتل مع أخيه الحسين عليه السلام بالطف، و مضي في سبيل الله شهيدا.… و يذكر العسقلاني: ان للعباس عليه السلام شرف رواية احاديث معرفية عن ابيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ففي الإصابة في تمييز الصحابة تحت رقم 5692 قال: ( - وروى عنه-اي عن علي عليه السلام - من الصحابة ولداه الحسن والحسين وابن مسعود وأبو موسى وابن عباس وأبو رافع وابن عمر وأبو سعيد وصهيب وزيد بن أرقم وجرير وأبو أمامة وأبو جحيفة والبراء بن عازب وأبو الطفيل وآخرون ومن التابعين من المخضرمين أو من له رؤية عبد الله بن شداد بن الهاد وطارق بن شهاب وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الحارث بن نوفل ومسعود بن الحكم ومروان بن الحكم وآخرون ومن بقية التابعين عدد كثير من أجلهم أولاده محمد وعمر والعباس). والنص الذي نقلناه اعلاه يكشف لنا ان العباس عليه السلام كان يروي احاديث الامام علي عليه السلام باب مدينة العلم النبوي. فالعباس عليه السلام الذي لم يفارق تلك الأعتاب المقدّسة لحظة واحدة ولم يبتعد عن تلك الأبواب المحترمة خطوة، فليله ونهاره ملازم لخدمتهم ملازمة الظلّ لذي الظلّ مع حرصهم على تثقيف الأباعد وتعليم الغرباء فكيف لا يثقّفون الأقارب ولا يعلّمون الأرحام، ومن المعلوم أنّ بالملازمة يحصل العلم سماعاً وتعليماً وقد قيل: ولد الفقيه نصف فقيه، والمشّاؤون من الفلاسفة مشوا في ركاب أرسطو كما أنّ الرواقيّين منهم لازموا رواقه فأمتاز الفريقان في فنّ الفلسفة وشهر الجمعان بالحكمة. فكيف لا يمتاز العبّاس الأكبر عليه السلام وهو خرّيج كلّية الحقائق وتلميذ أساتذة الحقّ وجهابذة الملّة وفطاحل علماء الشريعة المقدسة، ومن تخرّج من تلك المدراس الروحانية العرفانية وجعل في الصفّ المقدّم من صفوف تلك الكلّيّات الراقية ,فبالحريّ أن يفوز بالنجاح وأن يحصل له الامتياز على من عدى أساتذته العظماء وأساتذة علماء الأُمة قاطبة ومعلّمي علماء الإسلام عامّة الفنون كما يقول الشيخ المظفر قدس سره. فالعباس عليه السلام الذي ادرك من حياة ابيه ما يقرب من 10 سنوات ادراكا وفهما، و اذا ما عرفنا ان العباس عليه السلام تميز بطفولة عبقرية مميزة فحفظ احاديث ابيه وهو في سن الخامسة، وبالتالي فانه لعشر سنين كان ملازما لأبيه علي عليه السلام في ايامه وسفره وليله ونهاره ,فحتما سمع ووعى مئات ان لم نقل الاف كلمات واحاديث الامام علي عليه الاسلام التي نقلها عن النبي الخاتم صلى الله عليه واله وبالتالي كان العباس خزانة العلم العلوي بعد اخويه السبطين عليهما السبطين . وهنا نتساءل اين ذهب مئات او الاف الاحاديث التي سمعها العباس عليه السلام من ابيه علي عليه السلام, وبالتالي نقلها الى كبار اصحاب الائمة عليهم السلام ،ونحتمل انه كتبها في رقاع او جلد وبالتالي نبحث عن سر اختفائها وتضييعها المتعمد من قبل المؤسسات الحاكمة في التاريخ. ان ذهاب تراث ابي الفضل العباس عليه السلام الذي نقله عن ابيه باب مدينة العلم النبوي خسارة كبرى للبشرية وللإسلام . ولو رجعنا الى مقدار رواية الكثير من الصحابة عن النبي الخاتم صلى الله عليه واله لوجدناها ارقاما كبيرة فعائشة تروي اكثر من الفي حديث خلال 8 سنوات من معاشرتها للنبي صلى الله عليه واله . فقد قال الحافظ الذهبي في السير: مسند عائشة ألفين ومئتين وعشرة أحاديث. واذا ما علمنا ان النبي صلى الله عليه واله قد تزوجها بعد غزوة بدر في شوال سنة 2 هـ، لاستطعنا ان نحسب عدد الاحاديث التي روتها في السنة ، اي بمعدل 276 حديث تقريبا في كل سنة . وروى ابو هريرة 5374 حديثا خلال اقل من اربع سنين قضاها مع النبي صلى الله عليه واله. اذ ان ابا هريرة اتى عام خيبر وهو سنة 7 للهجرة كما روي في «تاريخ خليفة بن خياط»: «وفيها ـ أي السنة السابعة ـ أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين زمان خيبر».وبالتالي فهو يسمع ويروي 1343 حديثا في السنة. اذا علمنا ان ان شهادة النبي صلى الله عليه واله كانت في بداية عام 11 للهجرة في صفر. فهؤلاء لعبت السياسة دورها بنقل تراثهم المليء بالغث والسمين والذي اذا ما وضعناها في مجهر النقد العلمي لوجدنا عدد كبيرا منها يسئ الى الله عز وجل والى عظمة النبوة الخاتمة والى مكانة الانبياء فراجع كتاب( ابو هريرة) للمرحوم ابو رية ففيه دراسة علمية لعدد من احاديث الصحاح. لكن اهل السياسة من حكام السقيفة ومن بعدهم ملوك ال امية وال العباس , تعمدوا اخفاء هذا التراث الكبير الذي رواه العباس عليه السلام عن ابيه امير المؤمنين عليه السلام وبذلك خسرنا هذا الارث العباسي الكبير. ولو وصلنا هذا الارث لرأينا كثير من الروايات المهمة التي نقلها العباس عليه السلام ، وربما ايضا نسمع من سيدنا العباس عليه السلام تعليقاته المهمة وشرحه العلمي المميز على هذه الروايات النبوية التي تنقل لنا صورة من فقه وعلم العباس الاكبر الذي حرمت الاجيال منه بسبب سياسات الظلمة من بني العباس واسلافهم.…