logo-img
السیاسات و الشروط
علي ( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

قلة الروايات عن السيدة الزهراء عليها السلام

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته لماذا الروايات قليلة التي روتها السيدة فاطمه الزهراء صلوات الله عليها ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ان دور حفظ الشريعة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو للائمة المعصومين (عليه السلام) فهم الذين يقومون بهذا الدور فينقلون لنا ما رواه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا نقول ان لفاطمة مثل هكذا دور ولذا لم يعهد عنها انها كانت تخرج وتحدث الناس عما سمعت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) او تدخل عليها من يسمع منها ذلك كما كانت تفعل عائشة, ثم ان الفترة الزمنية التي عاشتها بعد رسول الله قصيرة لا تتجاوز المئة اليوم فلم يتح لها في تلك الفترة القصيرة ان تظهر بعض علمها وما سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله), ثم ان تلك الفترة الاولى بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانت خانقه فائقة لم يستطع حتى الحسن والحسين ان يظهرا علمهما فنجد الروايات التي تروى عنهما في تلك الفترة قليلة نسبياً قياساً الى فترة الامام الباقر والصادق (عليه السلام). ولكن بالرغم من كل هذا فهناك روايات عن الزهراء (سلام الله عليها) ولا يسعنا ايرادها هنا ولكن نشيرالى بعضها وللمزيد راجع مسند فاطمة الزهراء للسيد حسين الاسلامي تجد مئات الصفحات التي تتضمن روايات رويت عنها سلام الله عليها ومن تلك الروايات: 1- ما رواه في كفاية الاثر ص194 مسنداً عن ابي ذر عن فاطمة (عليها السلام) عن ابيها في تفسير قوله تعالى: (وعلى الاعراف ... المزید) وان الائمة الاثني عشر هم أصحاب الاعراف. 2- وفي العوالم كما في احقاق الحق 555:2 رواية مسندة عن فاطمة تذكر فيها حديث الكساء اليماني. 3- وفي تفسير فرات الكوفي ص42 حديثاً معنعنا عن فاطمة عن ابيها فيه ذكر ولاية أمير المؤمنين عليه السلام. 4- وفي دلائل الامامة كما في البحار 151:88 حديثاً مسنداً عن فاطمة فيه ذكرها لما اصاب المدنية من زلزلة في عهد ابي بكر. واما عدم ذكر فاطمة عليها السلام في كتاب الكافي كما يقول الوهابية فانه ذكر في مقدمة الكتاب انه الف الكتاب رواية عن الائمة الصادقين عليهم السلام كما طلب منه ذلك ولعله لهذا لم يذكر فاطمة عليها السلام. وأنَّ أحاديث الأئمة الأطهار بدءاً من الحسن والحسين إلى المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجهم أجمعين ـ هي أحاديث توارثوها عن رسول الله صلى الله عليه وآله جيلاً بعد جيل ، وكابراً عن كابر ، وهي روايات سمعية حسيّة متصّلة السند تبدأ تمرّ في سلسلتها الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام . ومنه يظهر أنَّ كل حديث رواه الأئمة الطاهرون بدءاً من الحسنين إلى المنتظر روحي فداه ، فهي روايات مروية عن فاطمة الزهراء عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليهم وآلهم . هذه هي نظام توارث الروايات ، وهذا هو نظام الأحاديث وانتقال السنة ، والأدلة على هذا التوارث متواترة في كتبنا . فلا يأتينا أحدٌ لكي يشكل قائلاً إن أحاديث الزهراء قليلة ، لأنّ كل حديث يرويه الإمام الباقر أو الصادق أو الكاظم أو غيرهم من الأئمة عليهم السلام فهي من أحاديث الزهراء عليها السلام أيضاً . وهناك أسباب عديدة في قلة الروايات التي روتها السيدة الزهراء (ع) منها المعارضة السياسية والضغوط فقد منع الخلفاء رواية الأحاديث ، وتلف كتب الحديث فالشيعة كانوا يعيشون حالك التقية والتخفي بسبب ظلم الحكومات وحتّى أنّ الرواية عن اهل البيت عليهم السلام أو الرواية في فضائلهم هي لوحدها سبب كافٍ لإثبات تهمة التشيع أو الترفّض ليكون علة تامة لاستحقاق القتل والجلد و.. الخ. لذلك كانت السيرة المستمرّة عند سلف الشيعة هو التخفّي في نقل الروايات ، وكتم الهوية الشيعية ، وكان أهل الاختصاص من أصحاب الأئمة يدوّنون تلكم الروايات في بعض الكتب ويخبئونها في أكثر المواطن آمناً . وقد استطاعت الدولة الأموية ، ومن ثمَّ الدولة العباسية بزرع الجواسيس والعملاء بين أصحاب الأئمة الأطهار عليهم السلام ، لمعرفة الشيعة وأهل الاختصاص وأولئك الذين يكتبون ويروون وهناك روايات جيدة منقولة عن فاطمة الزهراء عليها السلام ، ولو لم يكن لدينا إلاّ ثلاث روايات لهي كافية كفاء الدهر كله : الخطبة الفدكية المتواترة وحديث الكساء اليماني الشهير الصحيح وحديث اللوح الشهير فهذة تمثل مخزون معرفي كبير يحتاج لمن يقرأها قراءة موضوعية.

4