........ ( 18 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تفسير الآية (الطيبون للطيبات )

السلام عليكم في قوله تعالى "الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات" فاذا كانت الامرأة طيبة ويتقدم إليها رجل وتسأل عنه فتتزوجه ويتبين كونه عديم الاخلاق ويفعل المنكرات فكيف يكون الطيبون للطيبات!!! وهناك صفات لا تظهر إلا بعد الزواج وحتى وان سألنا عن الزوج فهل الزواج قسمة ونصيب فإذا كان كذلك فلماذا قال الله هذه الاية إلا تتعارض مع الواقع ؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مايرد على ألسن الناس من ان الزواج قسمة ونصيب والذي نفهمه من هذه العبارة ان الله يقدر لبعض الرجال الزواج ببعض النساء دون غيرهن ويقدر للنساء ان يتقدم لهن من الرجال مجموعة معينة دون غيرهم والناس وفقا لهذا التقسيم الذي يحصل في هذه الدنيا يعبرون عن ذلك بانه قسمة ونصيب فليس كل من يتمناها الرجل يحصل عليها وكذلك ليس كل من تمنته المرأة حصلت عليه وربما يفهم البعض من ذلك ان الانسان ليس مختارا في هذا الامر وهو من جهة وان بدا صحيحا لان مسألة تمام امر الزواج يتوقف على رضا اكثر من شخص فالزوجة لابد ان توافق ووالدها لابد ان يوافق وربما اهله لابد ان يوافقوا بل واهلها كذلك فعملية اتمام الزواج تحتاج الى رفع كل تلك الموانع ليتم الامر فالاقدام لوحده لا يكفي لتحقيق الامر لكن نقول من الممكن ان يبقى الامر في دائرة الاختيار وذلك بتذليل العقبات وازالة الموانع فالمرأة عندها شروط واهلها عندهم شروط واخرون ايضا عندهم شروط فتحقيق الشروط الممكنة يزيل العقبات ويتحقق المراد وكذلك الامر بالنسبة للمرأة فهناك مواصفات مرغوبة لدى الرجال منها العفة والخلق الحسن والجمال والتدين وغيرها فتحقيق هذه الامور يجعل دائرة الرغبة تتوسع على المرأة وبالتالي تصل الى المراد منهم . واما بخصوص الاية المباركة فمعنى الآية فقد أختلف فيه على أقول نورد المهم منها: أولاً: إن معنى الخبيثات والخبيثون هو الخبيثات والخبيثون في الكلم والنطق، ومقابله الطيبون والطيبات بالكلم الطيب والنطق، أي أن القول الخبيث من الخبيثين لائق بالخبيثات وبالعكس وأن القول الطيب الحسن لائق ويسمعه ويقبله الطيبون والطيبات. ولا علاقة لهذا بحسن إيمان الزوج أو عدمه ولا بتزكية الزوج من الذنوب والمعاصي. ثانياً: إن المراد من الخبيثات والخبيثين الزناة أو المشهورون بالزنا، فأن الزناة يميلون لبعضهم والطيبون يميلون لبعضهم، وهذا أيضاً لا علاقة له بإيمان الزوج وتزكيتها من الذنوب. ثالثاً: إنّ الآية جاءت لبيان الأغلب، أي أن الأغلب على الخبيثات أن يأخذن من الخبيثين والطيبات للطيبين. وبعبارة ثانية: انّ اللائق بحال الطيبين أن يكونوا للطيبات واللائق بالخبيثين أن يكونوا للخبيثات، لأن كل يميل ويعود إلى جنسه ومشابهه. ولا يعني ذلك أن لا توجد خبيثة عند طيب وطيبة عند خبيث في الواقع، كما في زوجتي نوح ولوط (عليهما السلام) وزوجة فرعون، وأن ظاهر الأغلب هو ما ورد في الآية.

2