بدر الدين - المغرب
منذ 4 سنوات

 كتب الحديث التي يرجع اليها الشيعة

السلام عليكم ورحمة الله سؤالي متعلق بالحديث الوارد عن الإمام علي عليه السلام: (( خير هذه الأمة بعد نبيها أبي بكر وعمر )), فهذا الحديث رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة من عدة طرق, ويرويه عن الإمام كل من محمد بن الحنفية عند أبي داود, وكل من وهب بن عبد الله ويزيد بن عبدخير وعلقمة بن قيس عند أحمد وعبدالله بن سلامة عن ابن ماجة. والرواة فيما أرى من خلال برنامج الكتب التسعة الذي أعدته شركة صخر أغلبهم ثقات. فمن الحال أن يجتمع كل هؤلاء على كذبة! بل كيف إذا علمنا أيضاً أن كثيرين منهم معدودون ثقات أيضاً عند الشيعة. لقد اخترت مذهب أهل البيت عليهم السلام عن قناعة تامة بولاية علي وعلو شأنه عليه السلام, لكن تبقى مثل هذه الأحاديث تدعوني لمراجعة المفاهيم. أرجو منكم جواباً علمياً شافياً مبنياً على دراسة السند والرجال, حول مدى مصداقية هذا الحديث أو عدم مصداقيته. ولكم جزيل الشكر, والسلام.


الأخ بدر الدين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن المبنى عند الشيعة هو أن يخضع كل حديث إلى البحث السندي والجرح والتعديل, بخلاف المبنى عند أهل السنة, حيث يذهب الأكثر إلى أن الصحاح الستة كلها صحيحة, والبعض منهم يقتصر على صحة ما في البخاري ومسلم فقط, وفي الآونة الأخيرة نجد بعض العلماء من أهل السنة ممن يذهب إلى نفس المبنى عند الشيعة في الأخذ بالأحاديث. وإن استشهد الشيعة بشيء من الأحاديث في صحاح أهل السنة, فهو من باب الالزام, ( الزموهم بما الزموا به أنفسهم ), وإلا فان هذه الصحاح لاتوجد فيها أيّ حجية عند الشيعة, وإنما يستشهد بها الشيعة من باب الالزام على من تكون عنده معتبرة. وبعد هذا كلّه فيمكننا أن نبحث هذه الأحاديث التي ذكرتها في عدّة مراحل: 1- إن أسانيد هذه الأحاديث لا تصل إلى حدّ التواتر حتّى تكون حجّة علينا, ولم يستطع أحد لحد الآن اثبات تواتر طرقها. 2- إذا أردنا إبطالها من باب الالزام, فعلينا البحث في السند بحثاً دقيقاً, ومن ثمّ نشاهد هل تتمّ كل هذه الأحاديث من الناحية السندية بجميع رواة هذه الأحاديث, أم لا؟ 3- حتى لو فرضنا صحة بعض أسانيد هذه الأحاديث على مباني أهل السنة, فكما قلنا فانها لا تكون حجة علينا, لأن أصل الكتب التي روت هذه الأحاديث ليست حجة علينا, لأسباب كثيرة ليس هذا محله. 4- وعلى هذا الفرض حيث نفترض صحة سند بعضها, فانها معارضة بأحاديث صحيحة أخرى مثلها. ومنها: ما أخرجه مسلم في (صحيحه كتاب الجهاد 5/152) عن مالك بن أوس في حديث طويل, أنه قال عمر بن الخطاب لعلي والعباس ما هذا نصّه: (( ... فلما توفي رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله (صلى الله عليه وآله), فجئتما, تطلب ميراثك من ابن اخيك, ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها, فقال أبوبكر: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (( لانورث ماتركناه صدقة )), فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً, والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق, ثمّ توفي أبوبكر فكنتف أنا ولي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولي أبي بكر, فرأيتماني كاذباً غادراً خائناً, والله يعلم أني لصادق بار راشد تابع للحق)). فالمبنى عند أهل السنة صحة ما في صحيح مسلم, وفيه أن علياً والعباس رأيهما أن أبابكر وعمر:(كاذبان, آثمان, غادران, خائنان), فكيف يمكن أن يرى علي (عليه السلام) أبا بكر وعمر خير هذه الأمة بعد نبيها؟!! وكذلك يمكنك مراجعة الاحاديث التي تنصّ على أن علياً (عليه السلام) أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله), وأنه خير البشر وأفضل الخلق بعد النبي و... (راجع: صحيح الترمذي 2/310 و319, المستدرك 3/155 و157, مسند أحمد 4/257, كنز العمال 6/159, تاريخ بغداد 5/37, ميزان الاعتدال 2/271, تاريخ دمشق 3/154, و7/421, فرائد السمطين 1/154, أنساب الأشراف 2/70103). وكذلك يمكنكم مراجعة حديث الطير المشوي وقول رسول الله(صلى الله عليه وآله): (اللهم ائتني بأحب الخلق عليك يأكل معي هذا الطائر) فجاء علي وأكل معه. (راجع: صحيح الترمذي 5/636, مستدرك الحاكم 3/130 وصححه وقال: رواه أنس عن أكثر من ثلاثين شخصاً). ودمتم في رعاية الله

3