حيدر احمد ( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

حديث التبشير بالجنة

هل حديث العشرة المُبشَّرين بالجنة صحيح؟


يعتقد الشيعة أعزَّهم اللّٰه أنّ حديث العشرة المبشَّرين بالجنة، هو من الموضوعات المُخْتَلقة في عهد بني أُميَّة، وضعوه على لسان بعض الصحابة. وممّا يُثبِت بطلان حديث تبشير العشرة بالجنة، ما رواه الشيخان والنسائي عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه قال: ((ما سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنّه من أهل الجنّة إلّا لعبد الله بن سلاّم...)) صحيح البخاري، ج ٤، ٢٢٩. فهذا سعد - وهو أحد العشرة المذكورين في حديث التبشير - قد شهد، بأنَّه لم يسمع النبي (صلى الله عليه وآله) يُبشِّر أحداً بالجنة، سوى عبد الله بن سلّام، وهو يناقض ما رووه من حديث التبشير بالجنة. مضافاً إلى أنَّ قوله هذا أيضاً لا يصحّ على إطلاقه، إذ قد استفاضت النقول بتبشير جماعة من خِيَار الصحابة بالجنة، وإن كان ذلك بألسنة مغايرة، والقدر المتيقّن من كلامه أنَّه لم تقع البشارة من النبي (صلى الله عليه وآله)، لجميع أولئك العشرة لا سيَّما على النحو المذكور في حديث العشرة، وإنْ قطعنا بوقوعه لبعضهم في موطن آخر، كتبشير النبي (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) وأهل بيته الكرام بالجنة، وإخباره بأنّ عليَّاً الساقي على حوض الكوثر، وأنَّ الحسن والحسين(عليهما السلام) سيَّدا شباب أهل الجنّة. ولو صدر مثل هذا الحديث وهذا المضمون اللَّافت، من النبي لشاع وذاع بين الصحابة، وكان متواتراً أو لا أقل مستفيضاً كما شاعت فضائل علي وأهل بيته. فتبيَّن أنَّ حديث العشرة المبشرة والشهادة لهم بالجنة، لم يكن يعلم به أحد من المبشرين أنفسهم، وانّما هو - كما قلنا - من الموضوعات المختلقة؛ لتبييض وجوه بعض الأشخاص.

2