logo-img
السیاسات و الشروط
غدير عماد ( 20 سنة ) - العراق
منذ سنة

بر الوالدين

أبي وأمي منفصلان، عرفت أبي بالسنة العاشرة من عمري، يأتي إلينا مرة في الشهر، كنت أحبه واحترمه، أصبحت لديَّ أفكار بأنه ظالم وكان لوالدتي دور في ذلك، لذا أصبحت لا أحبه ولا احترمه كثيراً، لكن من دون اساءة له. توفي والدي (رحمه الله) وعلمت بأنه يحبنا كثيراً وحاول بعدم الإبتعاد عنا لكن والدتي تحيل أخوتي عليه لدرجة ضربه. الآن أنا أقرأ القرآن له وأدعو لأجله، عسى أن يسامحني ويرضى عني. الآن ينتابني نفس الشعور تجاه أمي وأخاف أن لا ترضى عني بسبب بعض الخلافات، لكن عندما أسألها هل أنتِ راضية عني فتقول نعم. ما هو رأيكم؟


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، قد عظّم الله سبحانه الوالدين عندما قرن في كتابه الكريم بوجوب برّ الوالدين والإحسان إليهما مع وجوب عبادته، وحرّم جميع ألوان الإساءة إليهما صغيرها وكبيرها، فقال تعالى: {وقَضى ربُّكَ ألّا تَعبدُوا إلّا إيّاهُ وبالوالدينِ إحسَانا إمّا يَبلغُنَّ عِندكَ الكِبرَ أحدُهُما أو كِلاهُما فلا تقُل لهُما أُفٍّ ولا تَنهرهُما وقُل لهُما قَولاً كرِيماً}.(الإسراء: آية٢٣). وأمر بالإحسان إليهما والرحمة بهما والاستسلام لهما، فقال تعالى: {واخفِض لهما جَناحَ الذُلِّ مِن الرحمةِ وقُل ربِّ ارحَمهُما كما ربَّيانِي صَغِيراً}.( الإسراء: آية٢٤)، وقرن اللّه تعالى الشكر لهما بالشكر له، فقال: {أنِ اشكُر لي وَلِوالِدَيكَ إليَّ المصِيرُ }.( لقمان:آية١٤). واعلم أيها الإنسان أنّ الله تعالى أوصى ببرّ الوالدين وإن كانا مشركين فكيف بمَن كانا مسلمين وموالين لأهل البيت (عليه السلام)! إلّا أنّه لهما هفواتهما وزلاتهما التي لا يخلو منها أحد غير المعصومين (عليهم السلام )، وأمر تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف فقال: ﴿وَصَاحِبهُما في الدُّنيا مَعرُوفاً﴾ ( لقمان: ١٥) ومعنى المصاحبة بالمعروف هو عدم الإساءة إليهما قولاً أو فعلاً وإن كانا ظالمين له، وفي النص: "وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل: غفر الله لكما". (الكليني، الكافي:ج٢، ص١٥٨). فتركه يعدّ تنكراً لجميلهما عليهم، فعليكم بصلتهما واحترامهما وعدم التجاوز عليهما، بل عليكم الدعاء لهما بالهداية. كما إنّ هذه الدنيا دَين فما نفعله مع الوالدين سيُرد إلينا في المستقبل. واعلمي -ابنتي الكريمة- أنّ هذا البر قد يكون هو سبب السعادة في الدنيا والآخرة. فمع تطبيق هذه التوصيات إن شاء اللّٰه ستشعرون بالرضا الإلهي عنكم، ويتحقق رضا الوالدين بطاعتهما وعدم إزعاجهما وتأذيهما. ودمتم موفقين

1