بو محمد - الكويت
منذ 4 سنوات

 سند حديث (مداراة الناس نصف الايمان ...)

كلنا يعلم بأن الشارع المقدس شجع على التفكر واستخدام قواعد العقل، إلا انه وضع ضوابط وحدود لهذا التفكر، إذ أنه نهى عن التفكر في كنه ذات الله وهناك أحاديث عديدة لا مجال لحصرها هنا... وهنا ينبغي أن نتساءل هل أن معرفة الله ممكنة أم لا؟ وإذا كانت ممكنة فما السبيل إليها؟ وإذا كانت خلاف ذلك فلماذا جُعِلَتَ أوّل الدين (كمال الدين معرفته)؟


الأخ بو محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعم معرفة الله تعالى ممكنة، ولكن معرفة كنه ذاته المقدسة ممتنعة، لأن العقول لا تحيط بحقيقة ذاته، كيف يحيط العقل وهو مخلوق بكنه حقيقة خالقه؟ ولكن الله تعالى يعرف بآياته وآثار صنعه، ويعرف بسبيل معرفة أوليائه الذين جعلهم حفظة لسره وعيبة لعلمه وساسة لعباده وأمناء على بلاده وخلفاء في أرضه وهم أهل البيت عليهم السلام الذين ورد عنهم (لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا)... وكل محاولة لطلب معرفة ذاته فهي محاولة محكوم عليه بالفشل، وهي مجازفة في مسلك خطر، ولذلك ورد النهي عن التفكر في ذات الله فإنه يؤدي إلى الحيرة والضلال بل إلى الكفر والعياذ بالله. ومن سبل معرفة الله تعالى معرفة النفس فقد ورد في الحديث: ((من عرف نفسه فقد عرف ربه)) وكيفية ذلك:أن تجرد نفسك عن سبحاتها اي عن الحجب المانعة لها عن إشراق فيضه سبحانه، فإن النفس الإنسانية تترقى بهذه المعرفة وتصير شيئا لا كالاشياء، وحينما تكون كذلك تصير آية معرفة الله لأنه عزوجل ليس كمثله شيء. والتفصيل في شرح هذا الحديث موكول إلى محله، وإنما ذكرناه هنا على سبيل الاشارة. ودمتم في رعاية الله