بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
( ولَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الأَقاوِيلِ لأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ ) . تقوّل أي افترى وفيه ضمير مستتر يعود إلى محمد ( ص ) ، والأقاويل جمع أقوال ، وغلب على الأقوال الكاذبة ، والمراد بالأخذ باليمين هنا التمكن والقدرة ، والوتين نياط القلب وحبل الوريد إذا قطع مات صاحبه ، وحاجزين أي مانعين وحائلين ، والمعنى ان محمدا منزه عما ينسبه إليه المشركون من الافتراء على اللَّه ، ولو تعمد ذلك لانتقم اللَّه منه ، ونكل به أفظع تنكيل ، ولا أحد من المشركين ولا غيرهم ينجيه من هذا العذاب والتنكيل ، وبما ان اللَّه لم يفعل ذلك بمحمد فهو - إذن - الصادق الأمين ، والمفترون هم الذين نسبوا محمدا إلى الافتراء .
وتسأل : لما ذا لم يعجّل سبحانه العقوبة لمن كذّب محمدا كما يعجلها لمحمد لو كان كاذبا ؟
الجواب : ان هذا التهديد منه تعالى انما هو لمن يدعي النبوة كذبا وزورا ، لا لمن كذّب بنبوة الأنبياء ، والفرق بعيد وظاهر بين الاثنين . . هذا ، إلى ان الغرض من تهديده سبحانه هو تنزيه الرسول الأعظم عما نسب إليه من الافتراء على اللَّه كما أشرنا (التفسير الكاشف، محمد جواد مغنية ، ج٧/ ص٤١٠).
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته