( 39 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

ميكانيكا الكم ونفي السببية

اجيبوني رحمكم الله ماهو الفرق بين الحتميه ولا حتميه وهل قانون الكم الغى السببيه اما الغى الحتميه فقط واذا كانت الحتميه فرع من فروع السببيه مما يعني اجتماع النقيضين وهذا هو رئي العلم الحديث ونحن نقول لايمكن اجتماع النقيضين ولا الغاء السببيه اجيبونا رحمكم الله فقد تاهت علينا السبل


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب معنى السببية السببية (العلية): هي علاقة بين السبب والمسبَّب(١) فهي علاقة بين السبب والنتيجة، والعلة والمعلول ، وتقتضي السببية أن لكل حادثة علة تسبقها وتؤدي إليها، وتقوم علاقات علية في كل ما يحدُثُ في العالم الطبيعي من حوادث في صورة ظواهر متكاملة أو وقائع جزئية(٢). ومبدأ السببية أحد مبادئ العقل؛ فلكل ظاهرة سبب أو علة لوجودها، وما مِن شيء حادث إلا كان لوجوده سبب يفسر وجوده(٣) والعقل يدرك ذلك تلقائيًّا، وبلا معونة الحس والتجربة، كالتلازم والتلاحم بين وجود البناء ووجود الباني، والجناية والجاني(٤). ولكي يتضح الفرق بين الحتمية والسببية جليا نبين بعض الامور الامر الاول: السبب المجرد لا يستلزم حصول النتيجة فرق بين ان تقول ان السبب لابد له من نتيجة وبين النتيجة لا بد لها من سبب وذلك ان الاسباب والعلل حتى تعمل بشكل ينتج المسببات والمعلول لابد ان يتحقق الشرط ويرتفع المانع مثلا النار سبب وعلة للاحراق لكن النار لا يمكن ان تؤثر وتنتج الاحراق اذا لم يتوفر الشرط ويرتفع المانع كيف يعني فنحن اذا قربنا ورقة مبللة تماما فان النار لا تحرقها مع ان النار هي علة الاحراق لماذا لم تحرقها النار لوجود المانع من عمل السبب وهو الرطوبة الموجودة في الورقة وقد تكون الورقة جافة ومهيأة للاحتراق وهي بعيدة عن النار فهنا أيضا لا يمكن ان تحترق الورقة مع ان السبب وهي النار موجودة والورقة ليس فيها مانع فانها جافة فلماذا لا تحترق وذلك ان الشرط غير متحقق وما هو الشرط الشرط ان تكون الورقة بحالة تماس مع النار حتى يتحقق الاحتراق ومن هنا عرفنا ان العلل لا تعمل مع انعدام الشرط او وجود المانع ومن هنا يتضح الحال لو قلنا: الذي نجح فالسبب هو المذاكرة، لكن هناك من ذاكروا بجد ولم ينجحوا. اذا حملت المراة فالسبب والعلة هو وطئ الرجل زوجته، لكن كم من رجل وطئ امرأته ولم يحدث حمل. اذا شبع الانسان فالسبب انه اكل ما يشبعه ، لكن كم من شخص يأكل ولا يشبع. اذا ارتوى الانسان فالسبب انه شرب الماء ، لكن كم من شخص يشرب الماء ولا يرتوي. اذا شفي الانسان فالسبب الطبيعي انه اخذ العلاج، لكن كم من شخص ياخذ العلاج المناسب ولا يشفى. فهنا نقول لماذا يتخلف السبب في بعض الاحيان والجواب ان السبب يتخلف في بعض الاحيان لعدم تحقق شرطه او لوجود مانع يمنع العمل فليس الماء او الدواء او المذاكرة بحد فنسه سببا يرتب النتيجة بل هنا امور دخيلة في العمل. هذا معنى السببية وانها تكون تامة فيما اذا اجتمعت الشروط وانعدمت الموانع مع وجود السبب معنى الحتمية هي مبدا عقلي يرتبط بالمنهج التجريبي يقوم بتفسير الظواهر تفسيرا مطلقا فكل الاسباب تؤدي بالضرورة الى نفس النتائج فالحتمية تفترض أن الأحداث التي وقعت في أزمنة مختلفة، مرتبطة بواسطة القوانين التي لا تتخلف وبالتالي فيمكن حصول التنبؤات المستقبلية بمعرفة الحاضر. بعبارة اخرى ان وجود نتيجة من النائج في حركة الكون في الزمان الماضي او الحاضر يستلزم حصول امور متفرعة عليها في المستقبل بصورة حتمية لا يمكن لها ان تتخلف ومن هنا اشتهرت مقولة انشتاين (ان الله لا يعلب بالنرد) أي ان النتائج الكونية التي حصلت بالماضي لابد ان يتحقق ما يترتب عليها في المستقبل فليس انها تحدث او لا تحدث بل ما دامت قد حدثت في ضمن قوانينها فلابد ان يحدث ما يتفرع عليها في المستقبل. ولم يقتصروا على هذا بل عمموا هذا الكلام في افعال الانسان الاختيارية وان افعال الانسان بعد عشر سنوات يحددها ما يفعله اليوم فانه على وفق عمل خاص اليوم فانه سوف يشتري سيارة بعد عشر سنوات وهذه نتيجة حتمية لا يمكن ان تتخلف . اذا اتضح كل هذا ناتي الى ميكانيكا الكم وننظر تاثيرها على أي شيء هل تنفي السببية او تنفي الحتمية معنى ميكانيكا الكم: نظرية الكم (أو فيزياء الكم) أو ما يُشار إليه عادةً بميكانيكا الكم هي جزء من الفيزياء، وتحديداً الفيزياء الحديثة، وهي النظرية التي تهتم بدراسة سلوك المادة والضوء في المستوى الذري. تحاول ميكانيكا الكم تفسير سلوك الذرة ومكوّناتها الأساسية (مثل البروتونات، والنيوترونات، والإلكترونات) الفيزياء الكلاسيكية تهتم في تحديد موقع الجسم بدقة، بالإضافة إلى تحديد زخمه، والزخم هو تعبير عن مقدار الحركة، وهو خاصيّة خاصة بالأجسام فقط (أي إنه لا يمكن للموجات أن تمتلك زخماً) وهذا الأمر ممكنٌ في الفيزياء الكلاسيكية، وهو يزودنا بمعلومات عن الأنظمة الفيزيائية في الحاضر والمستقبل وحتى في الماضي. وهذا الأمر غير ممكن في ميكانيكا الكم لأنه ليس من الممكن تحديد موقع الجسيمات الذرية ودون الذرية بدقة عالية مع زخمها بالوقت نفسه؛ الأمر الذي سوف يمنع التنبؤ بسلوك الجسم. وعدم القدرة يرجع الى سلوك غريب في عالم الكم فقد كشفت التجارب ظواهر لم يمكن للفيزياء الكلاسيكية عن تفسيرها واستطاعت ميكانيكا الكم تفسيرها، فلو قمنا بدراسة ذرة الهيدروجين فإن الإلكترون الذي يدور حول النواة يمكن أن يُرصد كأنه جسيم أو كأنه موجة، وهذا تبعاً للتجربة، لكن من الجدير بالذكر أنه لو تم رصد الإلكترون حول النواة كموجة فإنه يمكن تحديد زخمه (سرعته) بسهولة ودقة عالية لكن وبالمقابل، لن يكون بالإمكان تحديد موقعه بدقة. أيضاً لو حدد موقع الجسيم فإنه في هذه الحالة سوف يكون قد سلك سلوكاً جسيمياً، إلا أنه في هذه المرة لن يمكننا تحديد زخمه بدقة. فنلاحظ ان ميكانيكا الكم تحاول تفسير هذه الظاهرة الغريبة التي تحدث فانتهت الى نتيجة ان الاجسام لا يمكن التنبؤ بحركتها في المستقبل فما وصلت اليه الحتمية ترفضها فيزياء الكم ومن كل هذا يتضح جليا ان فيزياء الكم لا تريد ان تنفي السببية ولكن فيزياء الكم ارادت ان تجيب عن السلوك الغريب في الاجسام من جهة زخمها الموجي ومن جهة وجودها الجسيمي فقالوا انه لا حتمية بين ما صدر من الاجسام في الماضي والحاضر وبين المستقبل لماذا لان الاجسام لا يمكن التنبؤ بتغيراتها (انتهى الكلام منقولا بتصرف) كل هذا الكلام انما هو لاجل فهم حركة الاجسام وهذا من عجائب خلق الله تعالى الانسان الى الان لم يستطع ان يعرف حركة الاجسام بالدقة والملحدون ارادوا ان يستفيدوا من هذا الكلام كله وان يصوروا ان ميكانيكا الكم تنفي السببية وبهذا لا يحتاج الكون الى سبب في ايجاده ولكن بعد ان اتضح الامر جليا مما تقدم نعرف ان امثال هؤلاء يدلسون العلم اما عن عمد او عن جهل حتى يضللوا الناس عن الحق سبحانه والجميل في المسالة ان قانون السببية لا يمكن لاحد ان ينكره او يخرج من دائرته لسبب بسيط جدا ان أي دليل يقيمه لنفي السببية هو بحد نفسه يثبت السببية لان هذا الدليل ماذا يريد منه يريد ان ينفي السببية فهذا يعني ان السبب في النفي هو هذا الدليل وهذا يعني ان هذا الدليل صار سببا في النفي وهذا يعني اننا نقر بمبدأ السببية والا ما امكن نفي السببية سبحانك اللهم انت مسبب الاسباب فاين تذهبون واين ما تولوا وجوهكم فثم وجه الله هو الحق الحقيق هو المحيط بعباده ((فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)) (الذاريات:50). اعتذر من جنابكم على الاطالة ولكن الموضوع فيه زوايا كثيرة واردت ان احيطكم بها اسال الله لكم التوفيق والسداد. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته ______________ ( ١) المعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربية بمصر ص 96، والمعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا 1/ 649. (٢) فلسفة العلوم الطبيعية للدكتور عبدالفتاح مصطفى غنيمة ص 173. (٣) انظر المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا 1/ 649. (٤) مذاهب فلسفية وقاموس مصطلحات لمحمد جواد ص 169.

3