ابو حسين - الكويت
منذ 4 سنوات

 معنى حديث (مالكم وللرئاسات انما الناس رأس واحد)

السلام عليكم طرحت هذه الروايات من قبل بعض الوهابية نرجو منكم تبيان مدى صحتها سندا و متنا ونرجو توضيح معناها لو صحت و اجركم على الزهراء عليها السلام هذه هي الوايات و كلها عن مصر: - الكافي - الشيخ ال...


الأخ أبا حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك أخبار تشير إلى ان الغسل بمطلق الطين يذهب بالغيرة كما هو في الكافي ج6 ص501 حيث قال أبو عبد الله (عليه السلام): (...ولا تغسل رأسك بالطين فانه يذهب بالغيرة...) فيكون ذكر طين مصر احد مصاديق الطين المنهي عن الغسل به, ولا خصوصية لطين مصر إلا لكونه اجلى واوضح المصاديق في هذا الأثر التكويني, وغيره من الأطيان له نفس الأثر التكويني ولعله بدرجة اضعف فخص طين مصر بالذكر بل لعله لا خصوصية ايضاً لطين مصر بل الراوي كما في الخبر هو الذي خصها بطين مصر. وما ذكره صاحب الوسائل من التصريح بطين مصر هو نفس خبر الكافي وبنفس السند فالتصريح من عند صاحب الوسائل في كشف الضمير الموجود في الكافي ولكن بالرجوع إلى خبر الكافي نجد الرواية غير مصرحة بطين مصر إلا على لسان الراوي لا على لسان الإمام (عليه السلام). أما رواية (ماء نيل مصر يميت القلوب) فهي ضعيفة السند من جهة انها مرفوعة. وقال صاحب الوسائل عنها: اقول يمكن ان يكون المراد انه يذهب قسوة القلب ويحصل منه اللين والخشوع ورقة القلب فيكون مدحاً ويمكن حمله على الكراهة والأول على الجواز. وقال الشعراني في هامش الوسائل: والأظهر من النهي في هذه الأبواب إرشادي لا مولوي وخصوص ذم النيل إرشاد إلى تأثير التوطن في مصر في قساوة القلب لسعة المعاش وشيوع الفسق والفحشاء في أهله. ثم ان هاتين الروايتين ليس فيها ذم لأهل مصر بل هي اثار تكوينية لماءها وترابها ولا يلزم منها سوء حال أهلها بل لعل فيها من عباد الله الصالحين من استطاع بمجاهداته ورياضاته الشرعية التغلب على ذلك الأثر التكويني لماءها واما الأكل بفخارها والغسل بطينها فلا اظن ان هناك من يستعمله اليوم وهناك أخبار تشير إلى ان في آخر الزمان ستخرج مجموعة من أهل مصر تسمى بالنجباء تكون ناصرة للإمام المهدي(عليه السلام) في آخر الزمان وصفتهم الرواية بأنهم رهبان بالليل ليوث بالنهار كأن قلوبهم زبر الحديد. ثم انه لابد من الانتباه إلى ان ما يميت القلب ليس هو شرب ماء النيل لأن الخبر لا يدل على ذلك بل لو دل على ذلك لصار من الإلجاء والجبر على إماته القلب لضرورة اهلها لشرب ماءها والجبر بالقطع مرفوض فلابد من رفض ما يوصل إليه ولو بتأويل الخبر وهذا الخبر يحتمل ان المراد منه ان السكنى بالقرب من النيل واقتراف الذنوب بسبب التأثر ببعض الفاسقين الموجودين بالقرب منه يميت القلب فإماته القلب يأتي نتيجة الذنب كما تدل عليه بعض الأخبار الأخرى كما عن الإمام علي (عليه السلام): (من قل ورعه مات قلبه). أما الروايات التي يدعى ان فيها ذم لأهل مصر وهي (أبناء مصر لعنوا على لسان داود...) فأنه يمكن ردها بما يلي: 1- ان في بعض النصوص ابناء مضر لا أبناء مصر فلا ذم لأهل مصر. 2- وردت روايات عن الباقر ان الملعونين على لسان داود هم أهل ابلة أو أيلة والذين لعنوا على لسان عيسى هم الذين نزلت عليهم المائدة ثم كفروا بعد ذلك وهم غير اهل مصر والرواية هذه المذكورة عن أمير المؤمنين تشير ايضاً إلى ذم أهل الشام الذين نزحوا من مصر لا أهل مصر. 3- ذكر صاحب البحار جمعاً بين الأخبار الواردة في مدح وذم أهل الشام ومصر فقال: (ويمكن الجمع بين الآيات والأخبار الواردة في مدح الشام ومصر وذمه بما اومأنا إليه سابقاً من اختلاف أهله في الأزمان فانه كان في اول الزمان محل الأنبياء والصلحاء فكان من البلاد المباركة الشريفة فلما صار أهله من اشقى الناس واكفرهم صار من شر البلاد...). 4- الآية القرآنية صريحة بأن الملعونين على لسان داود وعيسى بن مريم هم الذين كفروا من بني اسرائيل فاللعن وارد على الكفار سواء كانوا من أهل مصر ام من غيرها ومن يحق له الإعتراض على لعن الكفار؟! واما الرواية الآخرى وهي (انتحوا مصر..) فيمكن الرد عليها بما يلي: 1- الرواية ضعيفة لأنها مرسلة. 2- ليس هناك ذم لجميع أهل مصر بقدر ما هو الخوف من حصول حاله الدياثة ان كانت هي السبب التي قد تحصل بسبب التأثر بمجموعة قليلة فاسقه من أهل مصر. 3- ان السبب الذي دعى إلى عدم المكث غير معلوم من وراء الرواية ووراثة الدياثة من ظنون الراوي ولو ثبت وجودها في الرواية فليست هي السبب لأنها معطوفة بالوار الدال على عدم سببيتها, ومن العيوب التي تذكر لمصر انها دائماً يحصل بها الوباء فلعل النهي عن المكث فيها هو خوفاً من حصول الوباء فيها. واما الروايتان الأخيرتان فيمكن الإجابة عنهما بالآتي. 1- الرواية الأولى ذكرت في قصص الأنبياء بإسناده إلى الصدوق وإسناده إلى الصدوق فيه إرسال. 2- في الروايات ورد ذم كثير من المدن مثل الري وقزوين وساوة والبصرة والزوراء، فإذا قبلنا تلك الأخبار لابد ان تحملها على الفترة الزمنية التي يكون اهلها في حال معصية الله تعالى او ان الذم على البلد لا على اهلها كما ورد في بعض الأخبار ذم السكن في بعض المناطق لأنها مورداً للخسف. 3- الرواية الثانية الحديث فيها عن بني اسرائيل فلعل مصر في ذلك الوقت بسبب وجود الفراعنه كانت موضع ظلم واضطهاد فغضب الله على بني اسرائيل فادخلهم فيها,واما اليوم فان كانت مصر ليس فيها من يتسلط عليها كالفراعنة فدخولها لا يعد سخطاً على داخليها او ساكنيها. ودمتم في رعاية الله