محمد ناصر على الرجب - الإمارات
منذ 4 سنوات

 معنى حديث (مالكم وللرئاسات انما الناس رأس واحد)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، أود أن أطرح عليكم هذه الرواية وهل هي صحيحة عندنا وأحب رايكم فيها : 1- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: أبوال الابل خير من ألبانها، ويجعل الله عزوجل الشفاء في ألبانها. 2- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن نوح بن شعيب، عن بعض أصحابنا، عن موسى بن عبدالله بن الحسين قال: سمعت أشياخنا يقولون: ألبان اللقاح شفاء من كل داء وعاهة، ولصاحب البطن أبوالها.


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأخ العزيز هذه مسألة فقهية فرعية قد جرى الخلاف فيها بين المذاهب كلها، بل في المذهب الواحد لما ورد فيها من أحاديث قد ذكرت أنت بعضها جزاك الله خيراً . فمن العلماء من أجاز شرب بول كل مأكول اللحم لإصالة الطهارة، ومنهم من حصره ببعض الحيوانات كبول الإبل والبقر والغنم، ومنهم من أجازه للتداوي والإستشفاء فقط، وهكذا مع وجود روايات تجيز ذلك وتدل عليه . قال الشريف المرتضى (قده) في كتاب (الانتصار /مسألة 242 شرب بول ما يؤكل لحمه): ومما يظن قبل التأمل إنفراد الإمامية به القول بتحليل شرب أبوال الإبل وكل ما أكل لحمه من البهائم أما للتداوي أو لغيره , وقد وافق الإمامية في ذلك مالك والثوري وزفر. ( راجع المجموع للنووي: ج 2/ 549, بداية المجتهد لابن رشد : ج 1 / 82 ). وقال البحراني صاحب (الحدائق 18 / 76 ) : والأصحاب في هذا المقام لم يذكروا من الأبوال التي دلت النصوص على جواز شربها من مأكول اللحم إلا أبوال الإبل خاصة مع أنه قد وردت الرخصة أيضاً في بول البقر والغنم كما رواه الشيخ في الموثق عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل عن بول البقر يشربه الرجل ؟ قال : إن كان محتاجاً إليه يتداوى به يشربه وكذلك بول الإبل والغنم. (راجع الوسائل : ج 2/ ص 1012/ حديث :15 ) , وهذا آخر الأحاديث التي ذكرتها وسألت عنها فهو حديث موثق يعني أنه فيه رجل على الأقل مخالف للإمامية أي ليس إمامياً إثنى عشرياً , وهو هنا عمار الساباطي فانه فطحي . أما بالنسبة للخبر الأول الذي نقلته في مسألتك فقد رواه الكليني في (الكافي) ولكنه ضعيف ففيه بكر بن صالح فقد قالوا فيه : ضعيف جداً كثير التفرد بالغرائب . أما الرواية الثانية التي ذكرتها في مسألتك، فهي تحكي عن حالها فإن فيها من المجاهيل من لم يذكر الإ بقول الراوي :عن بعض أصحابنا , وكذلك : سمعت مشايخنا يقولون . وهذا يدل على عدم معرفة رجال السند بالإضافة إلى إرساله فهو لم يصل إلى أحد المعصومين (عليهم السلام) بل هو قول بعض مشايخ فلان . أما بالنسبة للمخالفين مثل أخواننا من أهل السنة فحديث العرنيين في البخاري ومسلم وهو : عن أنس قال : قدم على النبي (ص) نفر من عكل (أو عرنة ) فأسلموا فاجتووا المدينة فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها ففعلوا فصحوا .....). فهذه الرواية لا يمكنهم ردها أو تضعيفها بالإضافة إلى وجود نصوص أخرى عندهم في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم ومعاجمهم ومصنفاتهم، بل وجدت أكثرهم يبوب بذلك مثل ما بوب به البخاري : باب أبوال الإبل والدواب والغنم ... وذكر فيه الحديث المتقدم ( ج 1 / 62 ) وقال ابن ماجة في سننه (2/1158 )(20) باب أبوال الإبل) . وذكر الترمذي في سننه ( 3/ 184 )37 - باب ما جاء في شرب أبوال الإبل . وذكر أيضاً في ج3 /260 ) 6- باب ما جاء في شرب أبوال الإبل . وفي مصنف ابن أبي شيبة (36) في شرب أبوال الإبل ج5 / 455). فمن إتفاق الفرق الإسلامية في نقل مثل هذه الروايات يظهر أن الأمر كان معروفاً عند عرب البادية وأنه كان من الطب القديم الموجود مثله عند بقية الشعوب . ودمتم في رعاية الله