( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

صحة الحديث فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد

السلام عليكم ما مدى صحة هذا الحديث قال رسول الله (ص):- (كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ) وما معناه


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب هذا الحديث لم يرد في تراثنا الحديثي وهو وارد في كتب الاخبار لاخواننا السنة البخاري يروي نص هذا الحديث أي بكلا شقيه الشق الاول وهو فضل النساء الاربع وشقه الثاني تفضيل عائشة على سائر النساء (صحيح البخاري،ج4/ص131) ولكنه وبعد ثمان صفحات يذكر الحديث وبنفس السند ما خلا من ينقل عنه بالمباشرة فهو مختلف ولكن ينقله بشقه الاول فقط من دون ذكر قضية عائشة. والنسائي في كتاب فضائل الصحابة ينقل الحديث بنقلين مختلفين من جهة من يروي هو عنه ومتفقين بباقي السند ولكن في كلا الحديثين لا يذكر الشق الثانية قضية عائشة (فضائل الصحابة، النسائي، ص74). فيبدو ان هذا الحديث فيه زيادة لم يروها بعضهم ونحن اذا دققنا في الحديث نجد ان الشق الثاني منه لا ينسجم من انسيابية الشق الاول فان لغة الشق الثاني فيه شيء من الضعف في التعبير والا فما معنى ان تفضل عائشة على سائر النساء بطريقة تفضيل الثريد على الطعام وهل عجز القائل ان ياتي بتشبيه بليغ ذي تعابير جميلة وصورة جميلة غير قضية الثريد والطعام وي كأن الرواي للزيادة او بتعبير ادق الواضع للزيادة ما قدر الا ان يحبك الزيادة حبكا منسجما مع دلالة الرواية فاين من اين . ونحن اذ نطالع شرح هذه الفقرة للنووي الشارح لصحيح مسلم تجد انه يعجز عن ان يجد تعبيرا الا ما يذكره بعض من سماهم العلماء وننقل نص كلامه : (قال العلماء معناه أن الثريد من كل طعام أفضل من المرق فثريد اللحم أفضل من مرقه بلا ثريد وثريد مالا لحم فيه أفضل من مرقه والمراد بالفضيلة نفعه والشبع منه وسهولة مساغه والالتذاذ به وتيسر تناوله وتمكن الانسان من أخذ كفايته منه بسرعة وغير ذلك فهو أفضل من المرق كله ومن سائر الأطعمة وفضل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة وليس في هذا تصريح بتفضيلها على مريم وآسية لاحتمال أن المراد تفضيلها على نساء هذه الأمة (شرح صحيح مسلم ، النووي، ج15/ص199) والاشد غرابة من الجميع ان هناك من يروي هذه الرواية بحذف شيء مهم منها فقد ذكر الزيلعي في كتاب تخريج الاحاديث والاخبار الحديث ج4/ص67 ونص ما ذكره: (ن النبي صلى الله عليه وسلم قال كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربعة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم بنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) ويذكر مصدره وسنده والاجمل في كل هذا ان رواة الحديث هم نفسهم رواة الحديث عند البخاري وغيره ولكن في الطبقات القريبة من النبي (صلى الله عليه واله) وهم (شعبة عن عمرو بن مرة سمع مرة يحدث عن أبي موسى عن النبي [صلى الله عليه واله].....). ومن الشيعة من ينقل الحديث بهذا النص ولكن من دون الشق الثاني قضية عائشة والجميل أيضا انه يذكر السند عن ابي موسى عن النبي (صلى الله عليه واله) فيتضح من كل هذا واقع الحال في هذا الحديث وكيف ان هذا الحديث امتدت له يد خفية وادخلت فيه واخرج منه حتى انتهى الى ما ذكره جنابكم الكريم وليس هذا بالغريب فبنو امية عمدوا الى فضائل اهل البيت (عليهم السلام) وحاولوا جهد انفسهم في تغيير مسار هذه الروايات او حذفها ولكن يابى الله الا ان يتم نوره وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1