١- الحجاب فريضة شرعية ذكرت في القرآن الكريم (سورة النور : آية :٣١ و سورة الاحزاب: آية:٥٩) و هو من الأمور الثابتة على مدار التاريخ الاسلامي حيث كانت نساء النبي (صلى الله عليه و اله) و سائر النساء المؤمنات يواظبن عليها، كما هو واضح لمن اطلع على سيرة المسلمين منذ العصر الاول، بل هو من الفرائض المشتركة بين الاديان الالهية، حتى انّ المجتمعات المسيحية كانت تراعي ذلك على العموم الى عصر قريب و لا تزال صور (مريم) (عليها السلام) عندهم متضمنة لحجابها. ٢- الحكمة من فرضه ضمان العفاف في المجتمع بسلامة الاجواء الاجتماعية عن عناصر الإغراء من المرأة للرجل الاجنبي لان من شأن الاغراء ــ بحسب سنن الحياة ــ ان يكون لأجل جذب الرجل للعلاقة الخاصة فاذا لم تجز تلك العلاقة كان من الطبيعي تحريم مظاهر الاغراء، فهذه الفريضة تقي المجتمع عن منافيات العفاف و أضرار العلائق غير المشروعة، و قد عُلم أنّ المرأة بطبيعتها هي الأكثر تضرراً من الممارسات اللاأخلاقية، و من المشهود في المجتمعات التي لا تتقيد بالحجاب ما يؤدي إليه عدم مراعاته من المفاسد الأخلاقية. فالحجاب موافق لفطرة المرأة؛ لأنّها جبلت على الحياء عن الظهور أمام الرجال الأجانب بمظهر الإغراء، و تشعر بالحزازة فيه. فعلى الانسان ان يلتفت الى مبادئ الامور و غاياتها و مضاعفاتها، و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً. فالإسلام أراد للعلاقة بين الرجل والمرأة أن تكون منتظمة، فشرّع الزواج وحرّم الزنا وحرّم كل ما يثير ويؤدي إلى الزنا من إظهار زينة المرأة وإبدائها لغير زوجها ومن تحرم من أب وأخ وابن…إلى آخر المحارم. 3- التشريع جاء من الله الخالق الحكيم، ولم يجعل تشريعه بحسب الأهواء وإلا ذهبت الدنيا إلى انتهاء، فيجب على المكلف امتثال الأوامر الإلهية حتى لو لم يقتنع بها، فلو أن احدهم لم يقتنع بالصلاة فهل معناه أنها تسقط عنه؟ كلاّ فلا أحد يقول بذلك فكذلك الحجاب، فإنّ المشرع عارف بمصالح البشر؛ لذا فرض عليهم ذلك فهو لمصلحتهم لا لمصلحته هو سبحانه وتعالى. 4- لا يسقط الحجاب بمجرد كون شعر المرأة غير جميل، فالحكم عام لجميع النساء ولا يتغير بتغير خصوصيات النساء من جمالهن وعدمه.