م / جواد - عمان
منذ 4 سنوات

 فلسفة الحجاب

قرأت في احد المنتديات الموضوع التالي الذي آمل ان نرد عليه: ************************* سؤال:أليس من العدل أيضاً حجاب الرجال بما ان كل من الطرفين مطالب بغض النظر زملائي الكرام: مع تزايد الكلام عن حجاب النساء،وضرورته ما بين مؤيد ومعارض، وما يمثله من حل سحري لحل جميع مشاكل المرأة سواء الدينية أو مشاكلها في الشارع . والذي دائماً يكون عدم لبسه مبرر لكل تعرضها للمضايقات وأيضا بما يمثله من التوبة الكبيرة للمرأة وعفتها وصيانة لكرامتها، وحماية لها من الرجال المتوحشين الذين إن لبست الحجاب لن يتعرضوا لها بأي أذي، رغم إن الرجل مطالب بغض النظر وأيضاً المر أه لكن نري المرأه فقط هي التي تتحجب وقد يبرر البعض ذلك ويعدد ويفصّل بما لديها من محاسن وعورات لا يقدر الرجل البريء من مقاومتها إلا وإن تغطت، وكأنه حلال له ما يفعل إن هي كشفت رأسها . حسناً .. لا أنكر أن بالفعل توجد المرأه الجميلة التي لا يملك الرجل نفسه أمامها، وماذا عن الرجل الوسيم ألا يوجد؟!، ألا يوجد من الرجال من يغري المرأة أيضا؟! يوجد وبنص القرآن " النبي يوسف " أليس جميلاً ألم ترواده إمرأه العزيز، وهي من الجميلات وذات مال وسلطان (( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )) وفي التفسير : ولم يخفي القرآن هذه الحقيقة، بل ذكرها فهل لو كان يوسف تحجب مثلاً وأخفي ما أغري فيه أمراه العزيز هل كان سيلفت نظرها؟!! وعودة لآيات القرآن نجد فيها أمر الهي للمؤمنات بغض البصر، فعن ماذا يغضضن بصرهن؟! عن أطفالهن؟ عن الطبيعة؟ بالطبع عن الرجال (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ )) وفي التفسير : "حدثنا ‏ ‏محمد بن العلاء ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن المبارك ‏ ‏عن ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏‏الزهري ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏نبهان مولى أم سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏قالت ‏‏كنت عند رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وعنده ‏ ‏ميمونة ‏ ‏فأقبل ‏ابن أم مكتوم ‏ ‏وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏احتجبا منه فقلنا يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا فقال النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه ‏؟" قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حَسَن صَحِيح وأخرجه الترمذي والنسائي كلام واضح جداً أن للرجل فتنة ينبغي ان يداريها عن أعين النساء لأن المرأة بالمقابل مطالبة بغض نظرها، فلماذا تغض بصرها إن لم يكن هناك فتنة من وراء نظرها للرجل؟ً كونوا منصفين، أليس من العدل أيضاً حجاب الرجال بما ان كل من الطرفين مطالب بغض النظر فلماذا فقط النساء تتحجب؟؟!! وإن كان الحجاب هو الحل الأمثل لدرء الفتنه فيكون الحل الطبيعي أن يتحجب الطرفان *************************


الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن لا نستطيع إدراك علل الأحكام، فنحن لا نعرف لماذا فرض الله على النساء الحجاب ولم يفرض على الرجال الحجاب. نعم، نستطيع ان نعطي فرضيات ولكن مع ذلك لا نستطيع القول ان ذلك هو العلة الحقيقة لفرض الحجاب، فالأحكام الشرعية لا يجوز الاعتراض عليها بعد التصديق بالله ورسوله. نعم، من الحق المناقشة في الدليل الذي دل على وجوب ذلك الفعل على النساء وعدم وجوبه على الرجال، وليس من الحق الاعتراض على نفس الفعل, وإلاً لاعترض الرجل وقال لماذا الجهاد واجب على الرجل، ولماذا النفقة واجبة على الرجل ولماذا المهر على الرجل، ولاعترض كل من الرجل والمرأة فقالا: لماذا الصلاة واجبة والصيام واجب ووو؟ ولا تنتهي المسألة عند حد. فالاعتراض إذا مرفوض بعد التصديق بوحدانية الله وبرسالة الرسول وانه جاءنا بأحكام شرعية إلزامية. نعم، كما قلنا من حقنا عدم قبول تكليف معين إذا لم يكن الدليل الدال عليه ناهضاً وهي مسؤولية الفقهاء. وما ذكر من حكمة لوجوب الحجاب على المرآة من انها صاحبة مفاتن ومحاسن كثيرة فلابد من سترها, وجه صحيح، بخلاف الرجل فانه وان كان هناك بعض الرجال مثل نبي الله يوسف (عليه السلام) كان مثار اعجاب بعض النساء إلا انه فرد نادر ولا يمكن ان تقاس الأحكام عليه. ثم إنه لا علاقة بين غض البصر والحجاب فهما حكمان مختلفان، فالرجل عليه ان يغض البصر عن المرأه المحجبة والسافرة وفق تفاصيل مذكورة في كتب الفقه، وكذلك المرأة عليها ان تغض البصر عن الرجل بكل حال. وما ذكر من قصة الأعمى، فان رسول الله أمرهن بغض البصر لا بالحجاب, ومجرد افتراض أن المرأة تتأثر بالنظر إلى الرجل لا يعني وجوب الحجاب على الرجل، بل وجوب غض البصر عنه. ثم إنه لو فرض ان امرنا الرجل بالحجاب، فهل معنى ذلك جواز نظر المرأة إلى الرجل المحجب حتى مع فرض تأثر المرأة بشهوة؟ الفقهاء طبعاً سوف لا يفتون بذلك، كما لا يفتون بجواز النظر إلى المرأة المحجبة مع الشهوة. والحصيلة ان هناك حكمان أحدهما غض البصر وهو حكم عام للرجال والنساء، وحكم آخر خاص بالنساء وهو الحجاب، ولا علاقة لاحدهما بالآخر. ودمتم في رعاية الله