السلام عليكم,
زوجتي تشاهد دائماً مقاطع فديوية للسيد محمد رضا الشيرازي رحمه الله و تقول لي حنيما تشاهده بأنها لطالما ارادت ان تتزوج برجل مثله و تسمعني ذلك لكي تغيضني و انا اتأثر و اتألم، فهل يجوز لها أن تشاهد فديواته مجدداً و هل يحق لي أن امنعها؟ و اذا لم تكن سعيدة فهل يوجد اي مبرر لهذا الفعل؟ مع الشكر الجزيل
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الأسرة
لايحق لك منعها من مشاهدة المحاضرات الدينية والاستماع اليها ويجب عليك ان تأمرها بالمعروف وان تنهاها عن المنكر ان صدر منها ما يخالف تكليفها الشرعي فكانت ترتكب ما فيه تركاً لواجب او فعلاً لحرام ، ولا يجوز للزوجة ان تؤذي زوجها وينبغي لها ان لا تتحدث بشيء يكون سبباً في احداث مشكلة بينها وبين زوجها وعليها ان تراعي مشاعر زوجها وان لا تؤذيه فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه واله ( ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضى عنها زوجها )
وروي عنه صلى الله عليه وآله ( من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه وإن صامت الدهر ... المزید وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان لها مؤذيا ظالما )
و روي عن الإمام الصادق عليه السلام ( ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمه، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله )
وروي عنه عليه السلام ( لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهن:
صيانة نفسها عن كل دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه، وحياطته ليكون ذلك عاطفا عليها عند زلة تكون منها وإظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في عينه )
روي عن مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام انه قال ( جهاد المرأة حسن التبعل )
والمراد من حُسن التبعُّل هو التودُّد للزوج، ومطايبتُه في الحديث، والتزيُّن له ، والمعاشرةُ له بأحسنِ ما تكون عليه المعاشرة، وأداءُ حقوقِه تامَّة غيرُ منقوصة، وأنْ لا تُكلِّفه ما لا يُطيق بل تُعينه على نوائبِ الدهر . رزقكِ الله السعادة مع زوجكِ واولادكِ .
اخي الكريم ربما زوجتك لم تكن تقصد ايذائك بهذا الكلام ولم تكن تكن تعلم انك تتأذى منه فسامحها على ذلك ونبها بان ذلك الكلام يسبب لك الاذى وانك لا ترغب بسماعه منها وربما هي لم تطلع على ماذكرته لك من روايات فاجعلها تطلع على ذلك لعلها تنتبه فلا تكرر ما يؤذيك .
وعلى الزوج ان يكون حسن المعاملة مع زوجته عطوفاً عليها كريماً معها وان يحسن معاشرتها فلا يظلمها ولا يشاكسها ولا يؤذيها لاسيما ان كانت زوجة مؤمنة ملتزمة بدينها حتى يكون ذلك سبباً لانجذباها اليه وتمسكها به فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( ما زال جبرئيل يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبينة )
وجاء عنه صلى الله عليه وآله ( حق المرأة على زوجها أن يسد جوعتها وأن يستر عورتها ولا يقبح لها وجها )
وعن الإمام زين العابدين عليه السلام ( وأما حق الزوجة فأن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وانسا فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها )
وجاء عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام ( إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن )
وعن إسحاق بن عمار قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسنا؟ قال: يشبعها ويكسوها، وإن جهلت غفر لها .
وعنه عليه السلام ( لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها )
دمتم في رعاية الله وحفظ