أحمد فالح احمد ( 14 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الامامة في خطبة الزهراء عليها السلام

مادور الإمامة في خطبة الزهراء؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب تحملت الزهراء عليها السلام دورا كبيرا حتى الامام عليه السلام لم يعط له هذا الدور فان ظلامتها كانت الدرع الواقي للحفاظ على الامام والامامة وقد قامت في المسجد ودوّت خطبتها الاسماع ونالت كل علو وارتفاع فقد أنّ لأنينها حتى الأعداء وقد ابدعت فيما قالت وتناولت الامامة في خطبتها ولها عدة فقرات صرحت مرة وألمحت أخرى ومن هذه العبارات قولها عليها السلام : (وإطاعتنا نظام للملة) كل أمّة إذا أرادت أن تعيش لا بد لها من اختيار نظام حاكم سائد, والنظام كلمة واسعة النطاق, كثيرة المصداق غزيرة المعاني. فإذا كان النظام صالحاً انتشر الصلاح في العباد والبلاد, وان كان النظام فاسداً ظهر الفساد في البر والبحر. والأمة الإسلامية التي تعتبر نفسها في طليعة الأمم الراقية المتحضرة ولابد من أن يكون لها نظام وان الله تعالى جعل إطاعة أهل البيت : نظاماً للملة الإسلامية, ومعنى ذلك أن الله تعالى جعل القيادة العامة المطلقة العليا, والسلطة لأئمة أهل البيت. وإنما جعل الله إطاعة أهل البيت : نظاماً للمسلمين لأنّ الله تعالى زوّدهم بالمواهب, ومنحهم الأهلية, وأحاطوا علماً بكل ما ينفع المجتمع ويضره, وبكل ما يصلح الناس ويفسدهم. وتدل هاتان العبارتان (وطاعتنا نظام للملة) على انتظام أمر الدين وصلاح أمور المسلمين, واجتماعهم على الصلاح لا يمكن ولا يتحقق ألا بطاعتهم والتسليم لإمامتهم : وقد صدق تاريخ المسلمين هذا المعنى أحسن التصديق, فاختلّ أمر المسلمين ووقع بينهم الخلاف والفرقة يوم تسارعوا إلى سقيفة بني ساعدة, وبادروا إلى تقمص الخلافة, وغيروا أمر الإمامة وبدلوا نعمة الله كفراً فلن يصلح أمرهم حتى ظهور صاحب الأمر بقية الله في أرضه عجل الله فرجه الشريف. وتقول عليها السلام (وإمامتنا أماناً للفرقة) الإمامة الكبرى هي الخلافة العظمى, منصب سماوي, ومنزلة تعين من الله تعالى, لأنها تالية للنبوة من حيث العظمة والأهمية. أُنظر إلى أولياء الله كيف يسألون الله أن يبلغهم تلك المنزلة الرفيعة والدرجة السامية. وهنا تقول الزهراء (ع): (وإمامتنا) أنها تقصد إمامة الأئمة الاثني عشر. فان امامة اهل البيت عليهم السلام لما كانت امامة الصالحين المنصبين من قبل الله تعالى فانها تكون أمانا من حصول الفرقة بين الناس فهم قطب الرحى الذي يدور حوله الجميع بانتظام ولا باختلاف فكان المقرر ان لا تكون الامة متفرقة لكن خذلان الناس واتباعهم للشياطين حال بين الامة وبين عدم الفرقة . ولها كلام كثير في الامامة نذكر لكم هذا المقطع مع بيان الكلمات في تعليقات. (فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسيكة النفاق(1)، وسمل جلباب الدين(2)، ونطق كاظم الغاوين(3)، ونبغ خامل الأقلين(4)، وهدر فنيق المبطلين (5). فخطر في عرصاتكم (6)، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه، هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين(7)، وللغرة فيه ملاحظين(8). ثم استنهضكم (9) فوجدكم خفافا ً(10) وأحمشكم فألفاكم غضاباً (11)، فوسمتم غير إبلكم (12)، وأوردتم غير شربكم (13)، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب (14)، والجرح لما يندمل (15)، والرسول لما يقبر(16)، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة(17)، (ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) (18).) ************************** 1ـ الحسيكة: العداوة. قال الجوهري: (الحسك: حسك السعدان، الواحدة: حسكة. وقولهم: في صدره عليّ حسيكة وحساكة أي ضغن وعداوة). وفي بعض الروايات: (حسكة النفاق) فهو على الاستعارة. 2ـ سمل الثوب ـ كنصر ـ: صار خلقاً. والجلباب بالكسر: الملحفة، وقيل: ثوب واسع للمرأة غير الملحفة، وقيل: هو إزار ورداء، وقيل: هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها. 3ـ الكظوم: السكوت. 4ـ نبغ الشيء ـ كمنع ونصر ـ أي ظهر، ونبغ الرجل: إذا لم يكن في إرث الشعر ثم قال وأجاد. والخامل: من خفي ذكره وصوته وكان ساقطاً لا نباهة له. والمراد بالأقلين: الأذلون. وفي بعض الروايات: (الأولين) وفي الكشف: (فنطق كاظم، ونبغ خامل). 5ـ الهدير: ترديد البعير صوته في حنجرته. والفنيق: الفحل المكرم من الإبل الذي لا يركب ولا يهان لكرامته على أهله. 6ـ يقال: خطر البعير بذنبه يخطر ـ بالكسر ـ خطراً وخطراناً: إذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه، ومنه قول الحجاج لما نصب المنجنيق على الكعبة: (خطارة كالجمل الفنيق)، شبه رميها بخطران الفنيق. 7ـ مغرز الرأس، بالكسر: ما يختفى فيه. وقيل: لعل في الكلام تشبيهاً للشيطان بالقنفذ، فإنه إنما يطلع رأسه عند زوال الخوف، أو بالرجل الحريص المقدم على أمر، فإنه يمد عنقه إليه. والهتاف: الصياح. (وألفاكم) أي وجدكم. 8ـ الغرة، بالكسر: الاغترار والانخداع. والضمير المجرور راجع إلى الشيطان. وملاحظة الشيء: مراعاته، وأصله من اللحظ وهو النظر بمؤخر العين، وهو إنما يكون عند تعلق القلب بشيء، أي وجدكم الشيطان لشدة قبولكم للانخداع كالذي كان مطمح نظره أن يغتر بأباطيله. ويحتمل أن يكون (للعزة) بتقديم المهملة على المعجمة. وفي الكشف: (وللعزة ملاحظين) أي وجدكم طالبين للعزة. 9ـ النهوض: القيام، واستنهضه لأمر أي أمره بالقيام إليه. 10ـ أي مسرعين إليه 11ـ أحمشت الرجل: أغضبته، وأحمشت النار: ألهبتها. أي حملكم الشيطان على الغضب فوجدكم مغضبين لغضبه، أو من عند أنفسكم. وفي المناقب القديم: (عطافاً) بالعين المهملة والفاء، من العطف بمعنى الميل والشفقة، ولعله أظهر لفظاً ومعنى. 12ـ الوسم: أثر الكي، يقال: وسمته ـ كوعدته ـ وسماً. 13ـ الورود: حضور الماء للشرب، والإيراد: الإحضار. والشرب بالكسر: الحظ من الماء، وهما كنايتان عن أخذ ما ليس لهم بحق من الخلافة والإمامة وميراث النبوة. وفي الكشف: (وأوردتموها شرباً ليس لكم). 14ـ الكلم: الجرح. والرحب بالضم: السعة 15ـ الجرح بالضم، الاسم، وبالفتح المصدر. و(لما يندمل) أي لم يصلح بعد. 16ـ قبرته: دفنته. 17ـ (ابتداراً) مفعول له للأفعال السابقة، ويحتمل المصدر بتقدير الفعل. وفي بعض الروايات: (بداراً زعمتم خوف الفتنة) أي ادعيتم وأظهرتم للناس كذباً وخديعة أنّا إنما اجتمعنا في السقيفة دفعاً للفتنة، مع أن الغرض كان غصب الخلافة عن أهلها وهو عين الفتنة. والالتفات في (سقطوا) لموافقة الآية الكريمة. 18ـ التوبة: 49. (منقول بتصرف) وغير هذه العبارات لها عليها السلام تلوح وتستنهض الأنصار فهي عليها السلام قامت بهذه المهمة الكبيرة في نصرة الامام عليه السلام وما تركت جهدا مع شدة حالها وسوء امرها وما لا قته من الأذى من أعداء الدين. تحياتي لكم دمتم بحفظ الله ورعايته

7