فاطمة علي ( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

شهادة السيِّدة الزهراء(عليها السلام)

ما هي تفاصيل شهادة السيِّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، في مصادر العامّة والخاصّة؟


١- لابُدَّ من الإلتفات إلى أنَّ المهمّ هو وجود أصل لحادثة شهادة الزهراء(عليها السلام) في مصادر العامة، وهذا يكفي في الإحتجاج ولا حاجة إلى كلّ التفاصيل لبداهة عدم تمرير الأحداث كلِّها والتي تشكِّل عنصر إدانة للسلطات آنذاك، ومعلوم أن المستحوذ على المؤرِّخين هو الطرف المتهم بذلك، فبالتأكيد سيتمّ إخفاء الكثير من التفاصيل، وتضييعها حفاظاً على صورتهم، ورغم هذه العقبات ترشّحت شواهد ودلائل الإدانة، ولعل العامل الذي ساهم في تمرير هذا النزر اليسير هو وجود وضوح للأحداث بحيث كانت مشهورة، فلم تتمكن السلاطين من طمرها تماماً، وممَّا يؤشّر على وقوع تلك الحادثة هو ما يروى من أنَّ الزهراء(عليها السلام) ماتت واجدة عليهما، ووقوع الخلافات في أكثر من موضوع في فدك، وفي الأحقية بالخلافة، وقد بيّنت الزهراء(عليها السلام) ذلك في الخطبة الفدكية. وهناك نصوص تأريخية تشير إلى هذه الحادثة، منها: أ- عن زياد بن كليب قال ((أتى عمر بن الخطاب منزل عليّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: والله لأحرقنَّ عليكم، أو لتخرجنّ إلى البيعة، فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف، فعثر، فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه))، تاريخ الطبري، محمد بن جرير الطبري، ج ٢، ص ٤٤٣. ب- وقد اعتذر لهم ابن تيمية المعروف بمواقفه وتشدّده في قبول النصوص حتى المتواترة بقوله: ((…وَغَايَةُ مَا يُقَالُ : إِنَّهُ كَبَسَ الْبَيْتَ لِيَنْظُرَ هَلْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي يُقَسِّمُهُ ، وَأَنْ يُعْطِيَهُ لِمُسْتَحِقِّهِ ، ثُمَّ رَأَى أَنَّهُ لَوْ تَرَكَهُ لَهُمْ لَجَازَ ; فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُعْطِيَهُمْ مِنْ مَالِ الْفَيْء…))، منهاج السنة النبوية، ابن تيمية، ج ٨، ص ٢٩١، وهو كما ترى يقرُّ بالدخول، لكنه يقدّم غاية للدخول لا تُقنع كبيراً ولا صغيراً. ٢- وأما في كتب الخاصة، ((… فقالوا: إن فاطمة قالت: كذا وكذا، فتحرّجنا أن ندخل بيتها بغير إذن، فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء، ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب، فحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابناهما (عليهم السلام)، ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة (عليهما السلام): (والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله، وإلا أضرمت عليك بيتك النار) فقالت فاطمة (عليها السلام): يا عمر، ما لنا ولك؟ فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم. فقالت: (يا عمر، أَمَا تتقي الله تدخل عليّ بيتي)؟ فأبى أنْ ينصرف. ودعا عمر بالنار، فأضرمها في الباب، ثم دفعه، فدخل، فاستقبلته فاطمة (عليها السلامم وصاحت:(يا أبتاه يا رسول الله) فرفع عمر السيف وهو في غمده، فوجأ به جنبها فصرخت: (يا أبتاه) ، فرفع السوط، فضرب به ذراعها فنادت: (يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر). فوثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيبه، ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته، وهمّ بقتله، فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما أوصاه به، فقال: (والذي كرَّم محمداً بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق، وعهد عهده إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلمت إنك لا تدخل بيتي))، كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص ١٤٩ - ١٥٠. ويمكن مطالعة الأحداث في مصادر الفريقين، بالاستعانة ببعض المطَّلعين ومقارنتها واستكشاف الحقائق.

12