م / يوسف - العراق
منذ 4 سنوات

 ما هي لغة أهل الجنة وأهل النار

كيف تثبتون عدم انقطاع نعيم أهل الجنة ولو بعد مدّة مديدة من الزمن تصل إلى ملايين السنين مع أن العقل لا يحكم بلزوم دوام النعيم طالما ان الطاعة الموجبة له كانت في فترة زمنية محدودة فضلاً عن أن ظاهر الاستثناء الوارد في الآيات كقوله تعالى (( خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ )) (هود:107) هو ذلك بل قد نصت بعض الروايات على أنّه يأتى زمن يعدم الله فيه كلّ شىء ويبدأ خلقاً جديداً؟


الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بما أن الآيات تدلّ على خلود أهل النعيم في الجنة وقد أكدت على ذلك مراراً فالأخذ بظهورها يقتضي الحكم بالخلود الأبدي ولا ينافي ذلك كون الطاعة في زمن محدود لوجهين: الأوّل: الروايات الدالة على أنهم يخلدون في الجنة بسبب أنّهم كانوا بانين على الإطاعة لو خلّدوا وكذلك أهل النار يخلدون في العذاب لأنّهم كانوا ينوون المعصية إذا خلدوا في الدنيا وهذا أحد معاني قوله (صلى الله عليه وآله): (( نيّة المؤمن خير من عمله ونيّة الكافر شر من عمله )) (الکافي:2 / 69 و84 الحديث 2) فإنّ المؤمن ينوي الطاعة دائماً بل ينوي من الطاعات ما لم يتمكن فيه فعلاً كالفقير ينوي إحداث مسجد أو مدرسة لو كان عنده مال . الثانى: إنّ العمل وإن كان في فترة زمنية محدودة إلاّ أنه قد يكون الأثر المترتب عليه مما يبقى دائماً مثلاً إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي كان في لحظة واحدة لكن آثارها بقيت إلى هذا اليوم وستبقى آلاف السنين ومن المعلوم أن الثواب والعقاب إنما يكونان على العمل بلحاظ آثاره المترتبة عليه .هذا إذا لم نقل بتجسيم الأعمال وإلاّ فالأمر واضح . وأما قوله تعالى (( مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ )) (هود:107) فليس معناه عدم الخلود بل التعليق على المشيئة إشارة إلى أن خلودهم إنما هو بإرادة الله وقدرته وليس خارجاً عن اختياره . ودمتم في رعاية الله

2