هادي ( 30 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

الأخوة في الجنة

السلام عليكم الآية (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) ماهي الأخوة في الآية؟ وهل تبقى الروابط بين الأرحام في الجنة كما هي في الدنيا ( اب، ابن، خال، عم) ام انهم جميعا اخوان؟ ماذا عن الآية ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ)؟ وفقكم الله


بسم الله الرحمن الرحيم وعليك السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ليس المراد من الاخوة في الاية الشريفة الاخوة الحقيقية بل المراد المودة والمحبة او اخوة الايمان ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ))(الحجرات:10) ذكر الشيخ الطبرسي في بيان الاية الشريفة ما نصه: (ونزعنا ما في صدورهم من غل ) أي : وأزلنا عن صدور أهل الجنة ما فيها من أسباب العداوة من الغل أي : الحقد ، والحسد ، والتنافس ، والتباغض. ( إخوانا ) منصوب على الحال أي : وهم يكونون إخوانا متوادين ، يريد مثل الإخوان ، فيصفو لذلك عيشهم. ( على سرر ) أي : كائنين على مجالس السرور. ( متقابلين ) متواجهين ينظر بعضهم إلى بعض (تفسير مجمع البيان، ج6/ص119). ذكر البحراني في تفسير البرهان بعض الروايات تثبت ان المراد هم شيعة اهل البيت عليهم السلام ونذكر بعض هذه الروايات باسناده عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « ليس منكم رجل ولا امرأة إلا وملائكة الله يأتونه بالسلام ، وأنتم الذين قال الله : ( ونَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) . باسناده عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذ دخل عليه أبو بصير - وذكر حديثا - قال له : « يا أبا محمد ، لقد ذكركم الله في كتابه ، فقال : * ( إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ ) * والله ، ما أراد بهذا غيركم ». (تفسير البرهان ، هاشم البحراني، ج3/ص372). وهذا لا يتنافى مع الاية الثانية التي ذكرها جنابكم الكريم فقد اتضح معنى الاخوة وهي ناظرة الى حالهم في الجنان بينما الاية الثانية ناظرة الى حالة يوم القيام والنشور للحساب وان كل واحد له شانه يغنيه عن انسابه يقول الشيخ الطوسي في تفسير البيان ما نصه: وقوله " فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " اخبار منه تعالى عن هول ذلك اليوم ، فإنهم لا يتواصلون هناك بالأنساب ، ولا يحنون إليها ، لشغل كل انسان بنفسه. وقيل معناه : انهم لا يتناسبون في ذلك اليوم ، ليعرف بعضهم بعضا من أجل شغله بنفسه عن غيره .(تفسير البيان، الشيخ الطوسي، ج7/ص395). اما قضية بقاء الروابط في الجنان فان القران يذكر هذا المعنى ففي قوله تعالى في سورة الزخرف: ((يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)) فالاية الشريفة تبين ان الذين امنوا يدخلون الجنة هم وازاجهم وأيضا ورد في القران الكريم ان الذرية تحشر مع الانسان كقوله تعالى : ((....فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) (غافر:7-8) وكذلك قوله تعالى: ((جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ))(الرعد:23) وكذلك قوله تعالى : ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ)) (الطور:21) . فهذه الايات الشريفة تبين ان الذي يدخل الجنة من صلح من الإباء والازواج والذرية والاية الأخيرة تبين بوضوح انه الحقت الذرية بهم وذكر بعض المفسرين كل هذا لادخال السرور على المؤمنين وكل ما دل على النعيم في الجنان وان المؤمن له ما يحب تدل بشكل واضح ان الذرية يمكن ان تكون مع الانسان وكل من يحب من اخوانه الذين في الجنة. رزقنا الله واياكم نعيم الجنان واسكننا بجوار سيد الاكوان مع اله الطيبين الطاهرين عليهم الصلاة والسلام . تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته