وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
جاء في كتاب مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٨-٩:
أتى: الاتيان مجئ بسهولة ومنه قيل للسيل المار على وجهه أتى وأتاوى، وبه سمي الغريب فقيل أتاوى.
والاتيان يقال للمجئ بالذات وبالأمر وبالتدبير.
ويقال في الخير وفى الشر وفى الأعيان والاعراض نحو قوله تعالى: ﴿إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة﴾ وقوله تعالى: ﴿أتى أمر الله﴾ وقوله: ﴿فأتى الله بنيانهم من القواعد﴾ أي بالامر والتدبير، نحو: (جاء ربك) وعلى هذا النحو قول الشاعر:
* أتيت المروءة من بابها * (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها) وقوله: ﴿لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى﴾ أي لا يتعاطون.
وقوله: ﴿يأتين الفاحشة﴾ وفى قراءة عبد الله: تأتى الفاحشة، فاستعمال الاتيان منها كاستعمال المجئ في قوله: ﴿لقد جئت شيئا فرياً﴾.
يقال: أتيته وأتوته، ويقال للسقاء إذا مخض وجاء زبده أتوة، وتحقيقه جاء ما من شأنه أن يأتي منه فهو مصدر في معنى الفاعل.
وهذه أرض كثيرة الإتاء أي الريع، وقوله تعالى: ﴿مأتياً﴾ مفعول من أتيته. قال بعضهم معناه آتيا فجعل المفعول فاعلاً وليس كذلك بل يقال أتيت الأمر وأتاني الأمر، ويقال أتيته بكذا وآتيته كذا، قال تعالى: ﴿وأتوا به متشابهاً﴾ وقال: ﴿فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها﴾ وقال: ﴿وآتيناهم ملكاً عظيماً﴾.
وكل موضع ذكر في وصف الكتاب آتينا فهو أبلغ من كل موضع ذكر فيه أوتوا، لأن أوتوا قد يقال إذا أولى من لم يكن منه قبول، وآتيناهم يقال فيمن كان منه قبول، وقوله: ﴿آتوني زبر الحديد﴾ وقرأه حمزة موصولة أي جيئوني، والايتاء الاعطاء وخص دفع الصدقة في القرآن بالايتاء نحو: ﴿أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾ ﴿وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة﴾ ﴿ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً﴾ (ولم يؤت سعة من المال﴾.
دمتم في رعاية الله