السلام عليكم
١) هناك حديث مضمونه المرأة مثل الثمرة إن لم تقطف فسُدت!
فهل الحكم على كل النساء؟
وإن كان على كل النساء فكيف استطاعت مريم العذراء أن لا تفسد؟
٢) وأيضاً هناك آية تقول: ويستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله. لو أن الله يعرف أن الإنسان لا يستطيع أن يتعفف لِمَ قال هكذا؟
أنا فقط أريد أن أعرف هل الإنسان يستطيع الحفاظ على نفسه إلى أن يتزوج؟
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
جاء الحديث في سياق المحافظة على المرأة وحث أولياء الأمور على تزويج بناتهم، كي يكون لدينا مجتمع عفيف طاهر متناسق معتدل لتكوين أسرة إسلامية ناجحة ترفد الجيل البشري بالمكرمات، فزواج الفتاة في مقتبل عمرها سيكون مردودها في إدارة الأسرة أكثر وتحملها لضغوط الحياة أعلى، بخلاف من تتزوج وهي كبيرة السن، فإن انشغالها واهتمامها بالأسرة والزوج يكون ليس كمن كانت في مقتبل عمرها.
لذلك وردت هذه الأحاديث على تزويج الفتيات في مقتبل عمرها كي لا يفسد عودها بمعنى حتى لا تنهار قواها وتتعب نفسيتها وتضعف همتها في إدارة البيت والأسرة وليس المقصود من (يفسد) أي تفقد شرفها والعياذ بالله وهناك آثار اخرى نعرضه عنها.
وأما بخصوص السيدة مريم (عليها السلام) كانت لها خصائص فريدة من نوعها حتى وصلت شدة تقواها بأن تلقب بالحوراء القدسية وسيدة نساء عالمها، فهي الحاضرة في ساحة القدس والعناية الالهية وكما هو معلوم كانت ولادتها اعجازية بكل المقاييس نتيجة العناية والاحاطة الالهية.
وأما بخصوص سؤالكم الثاني فإن مفاد الآية هو توجه للمؤمنين والمؤمنات لمن لم يتمكن من الزواج، فإنه فرضت الشريعة المقدسة عليه الصبر وأن لا ينجرف في التيارات المنحرفة، بل يبقى يحافظ على عفته وشرفه وحيائه، وهذا هو الطبيعي للإنسان وأما غير الطبيعي ذلك الذي يشذ عن التقاليد والاعراف والفطرة والدين فينحرف ويختل عنده ميزان العفة والشرف فجاءت الآية الكريمة تؤكد على أن يحافظ الإنسان على اصالته واعتداله وشرفه حتى يرزقه الله بكفئ عفيف وشريف فمن يكون موازينه من الطيبين قطعاً سيكون شريكه من الطيبات، وأما الخبيث الذي انتهك حرمات الموازين الشريعة لا يرزق إلا مثله من الخبيثات.
نسأل الله لكم دوام الهداية والتسديد والعفاف بحق محمد وآله صلوات اللّٰه عليهم أجمعين.
ودمتم موفقين