طيف - البحرين
منذ 4 سنوات

 أدلة الجمع في صحاح السنة

ما صحه هذه الاحاديث لرد على من يدعي عقوبة الدمج بين الصلاتين ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (( من جمع صلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر )) وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم, أنه قال: (( لا تتركن صلاة متعمداً. فإنه من ترك صلاة متعمداً برئت منه ذمة الله )), تخيل.. ذمة الله برئت منه!! فلا رعاية ولا حماية ولا حراسة من الله عز وجل... ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم, في حديث الإسراء والمعراج: (( ورأيت ليلة أسري بي أناساً من أمتي ترضخ رؤوسهم بالحجارة (أي تكسر بها) كلما رضخت عادت فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين كانت رؤوسهم تتكاسل عن الصلاة ))!! يقول الله تعالى: (( فَخَلَفَ من بَعْدهمْ خَلْفٌ أَضَاعفوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعوا الشَّهَوَات فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )) (مريم:59). يقول ابن عباس رضي الله عنه: ليس معنى أضاعوا الصلاة تركوها بالكلية.. ولكن كانوا يجمعونها فيؤخرون صلاة الظهر إلى صلاة العصر ويؤخرون صلاة المغرب إلى صلاة العشاء.. والغي: واد في جهنم تستعيذ منه النار لشدة حره!


الأخت طيف المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرواية الأولى: (من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد اتى بابا من ابواب الكبائر) يمكن رد هذه الرواية من عدة جهات: 1- الرواية من كتب أهل السنة فهي ليست حجة علينا . 2- الرواية ضعيفة على منهج أهل السنة، فحنش الذي يقع في سند الرواية هو أبو علي الرحبي وهو حسين بن قيس وهو ضعيف عند أهل الحديث ، ضعفه أحمد وغيره وهذا هو قول الترمذي، وقال أحمد محمد شاكر الشارح لسنن الترمذي حنش ضعيف جداً، قال البخاري أحاديثه منكرة ولا يكتب حديثه، وقال الدارقطني حنش متروك، وقال البيهقي: تفرد به حسين بن قيس أبو علي الرحبي المعروف بحنش، وهو ضعيف عند أهل النقل لا يحتج بخبره, نعم وثقه الحاكم لكن الذهبي تعقبه في تلخيص المستدرك فقال بما نصه: (قلت: بل ضعفوه). وقال العقيلي: لا اصل له وقال ابن الجوزي: انه موضوع لانه من رواية حسين بن قيس الملقب بحنش وقد كذبه احمد وقال مرة: متروك، وقال ابن زرعة وابن معين: ضعيف. والثاني من رجال هذا السند عكرمة مولى ابن عباس وعلماء الجرح والتعديل متفقون على ان عكرمة من الخوارج المعادين لأمير المؤمنين والخارجين عن الدين وانه كان كذاب وانه كان يكذب على ابن عباس حتى أن علي بن عبد الله بن عباس أخذه وشده وثاقاً عند باب الكنيف ولما أنكر عليه هذا الفعل وقيل له: ألا تتقي الله؟ فقال: ان هذا الخبيث يكذب على أبي. 3- ان هذا الحديث معارض للحديث المجمع على صحته فقد روى ابن عباس نفسه ان النبي جمع بين الصلاتين من غير عذر وحديثه في ذلك هو الثابت بالإجماع (انظر صحيح مسلم ج2 ص152). 4- الحديث من حيث الدلالة غير مقبول إذ أن الثابت بالإجماع هو أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قد جمع بين الصلاتين من غير عذر, فيكون الحديث على هذا طعناً في عمل النبيّ (صلى الله عليه وآله) وانه حاشاه ـ قد أتى باباً من أبواب الكبائر عندما جمع بالمدينة من غير خوف ولا مطر ولا مرض ولا علة ومن غير ان يعجله شيء ولا يطلبه عدو. انظر كتاب (الجمع بين الصلاتين لعبد اللطيف البغدادي ص227). وأما الأحاديث الأخرى فلا علاقة لها بالجمع بين الناس الصلاتين سواء ثبتت صحتها أم لم تثبت. وقول ابن عباس لم نعثر عليه، نعم عثرنا على قول لابن مسعود يقول فيه ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها وهذا القول أيضاً لا علاقة له بالجمع بين الصلاة. وحتى لو ثبت ذلك القول لابن عباس أو ابن مسعود وما أظنه ثابتاً إلا بما قلناه فإنه لا يحتج به علينا فهو غير صادر من المعصوم. ودمتم في رعاية الله

1