السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
يقع مرقد أولاد مسلم على بعد 3 كم شرقي مدينة المسيب الواقعة على الضفة الشرقية من نهر الفرات، وقد اختلف الرواة والمؤرخون في كيفية قتلهما ومكانهما واسمهما إلى مشارب ومذاهب.
ورغم رواية الصدوق، وهي الرواية الوحيدة التي أوردت قصة مقتلهما بتفاصيلها، إلا أنها خلقت نوعاً من الارباك في نسبة هذا المرقد إليهما، مما جعل البعض يشكك في محل دفنهما.
وبغض النظر عن تفاصيل ما رواه الشيخ الصدوق فإن الرواية المشهورة بين الناس تقول: ان محمد الأصغر وابراهيم ابني مسلم بن عقيل فرا بعد مجزرة كربلاء، وبالتحديد عند هجوم الخيل مساء يوم عاشوراء عام 61 هـ، فضلا الطريق فتم اسرهما وأودعا السجن ثم هربهما السجان فالتجآ إلى امرأة وتكررت معهما قصة أبيهما فقبض عليها حارث بن عورة الطائي وقتلهما على شاطئ الفرات وهذه الرواية لا تختلف عن رواية الشيخ الصدوق.
يُذكر أنّ محمد الأصغر ولد عام 52 هـ وإبراهيم ولد عام 53 هـ، وقد قتلا عام 62 هـ.
وقيل أن المكان الذي نسب إليهما هو مكان قتلهما، لا موضع دفنهما، فأن جسديهما قد رُميا في الفرات وحمل رأسهما إلى ابن زياد، فإن هذا الموضع هو موضع سجنهما، وقيل أن هذا المكان هو موضع دفنهما بعد انتشالهما من ماء الفرات.
يقول عبد الرزاق المقرم في كتابه (الشهيد مسلم بن عقيل)، عندما ذكر هذا المرقد: "السيرة بين الشيعة على المثول بمشهدهما الواقع قرب مدينة المسيب تفيد القطع به وبناءً على ما أفادته رواية الصدوق من إلقاء بدنيهما في الفرات يكون هذا الموضع أما محل القتل وأما أنهما أخرجا فدفنا هناك". ويقول أيضاً: إنَّ سيرة الشيعة والشهرة بينهم تحقق كون المشهد المعروف لولدي مسلم بن عقيل على الاجمال، ولم يحصل الشك في أدوارهم اتباعاً للخلف على طريقة السلف، حتى كثرت زرافات الزائرين لهما تقرباً لله.
يقول الآغا بن عابد بن رمضان الدربندي في كتابه (أسرار الشهادة)، بعد ما ذكر مقتلهما: "قبرهما في المكان المعروف الآن القريب من الفرات عند مدينة المسيب، وكيفية دفنهما في المكان ذاته، وإن كانت من الأمور التي لم نظفر بها برواية حتى بعد البحث التام والفحص الكامل، إلا أنَّ كون قبرهما في ذلك المكان وهو الذي كان اجماع الطائفة عليه".
ويقول عبد الرزاق بن حسن الحسيني، عندما تحدث عن مدينة المسيب: "بقربها مشهد عامر فيه قبر محمد وإبراهيم ابنا مسلم بن عقيل بن أبي طالب".
وأما حرز الدين يقول: "إن هذه الشهرة قد مضى عليها قرون حتى وصلت إلينا ولم يتنكر لها أحد من مشاهير علماء الشيعة، إلا ما حكي شاذ أو نادر، ففي عصرنا فقد زارهما بعض من يعتمد عليه التأريخ والآثار، من علمائنا المحققين، وأما سائر الشيعة في العراق، فلم يخطر ببال أحد منهم غير ذلك، وأنه إن كان لأولاد مسلم ابن عقيل قبر في العراق فهو بضواحي مدينة المسيب، فأن أغلب الشيعة في العراق وإيران يذهبون لزيارتهما، والبعض منهم من يتبرع بالمال لبناء الرواق والصحن الشريف، فإذن الشهرة والسيرة قامتا على اثبات هذه البقعة لهما".
ويقول الشيخ علي القسام الذي هو من أئمة الجماعة المعاصرين الذي انتدبه السيد محسن الحكيم أيام مرجعيته ليتولى الشؤون الدينية في مدينة المسيب: "أن الذي تولى دفنهما هم جماعة من القبائل الذين شاهدوا مقتلهما أو من تولى قتل قاتلهما، حيث كان من محبي أهل البيت (عليهم السلام)، حسب رواية الطريحي في كتابه (المنتخب)"، ويضيف القسام بعد ترجيح كونهما مدفونين في هذا المكان: "ولعل هناك ما يؤيد الشهرة قول السادن لحرم أولاد مسلم وهو الحاج علي بن حسين الهلال من أهالي المسيب أنه اتفق في بعض السنين حدث شق في القبتين فتطلب ذلك ترميم أساس المبنى وفي أثناء ذلك وجدوا قبرين متقابلين مكتوب على أحدهما محمد بن مسلم وعلى الآخر إبراهيم بن مسلم".
منقول بتصرف .
المصدر : مركز تراث الحلة.