عبد الله - الكويت
منذ 4 سنوات

 معنى (السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أني تتبعت موضوع القضاء والقدر ولكن وجده أجابات مختلفه: في موضوع (ما الفرق بين القضاء والقدر) , ومسيّر أو مخيّر, وكانت الأجابه أن الأنسان مخير لا مسير, وكذلك وجده أجابه أن الأنسان ما بين البينين وكانت تحت معنى اخر وهو (جبر والتفويض) , وسؤالي: هل يوجد فرق بالمعنى والفهم بين مسيّر ومخيّر والجبر والتفويض.


الاخ عبدالله المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1ـ معنى القضاء والقدر: القدر: هو الحد والمقدار. قال ابن فارس: القدر هو حد كل شيء ومقداره وقيمته وثمنه. وقال الراغب: القدر والتقدير: تبيين كمية الشيء. وأما القضاء: قال ابن فارس: القضاء أصل صحيح يدل على إحكام أمر وإتقانه وإنفاذه لجهته. قال الامام الرضا (عليه السلام) كما في الكافي: القدر هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء، والقضاء هو الابرام وإقامة العين. والقضاء والقدر كلاهما عيني وعلمي: فالعيني: يمثل كيفية الخلقة وشعبها والخلق من مراتب التوحيد وهو التوحيد في الخالقية وأنه ليس على صفحة الوجود خالق مستقل سواه. وكون التقدير والقضاء العينيين منه سبحانه لا يلازم كون الانسان مسلوب الاختيار، لأن المفروض أنَّ الحرية والاختيار من الخصوصيات الموجودة في الانسان. فالله سبحانه قدَّر وجود الانسان بخصوصيات كثيرة منها كونه فاعلاً بالاختيار. وأما القضاء والقدر العلميان: وهذه هي المزلقة الكبرى للسطحيين الذين مالوا الى الجبر. وبيانه: أن علمه سبحانه لم يتعلق بصدور أي أثر من مؤثره على أي وجه اتفق، وإنما تعلق علمه بصدور الآثار عن العلل مع الخصوصية الكامنة في نفس تلك العلل. فإن كانت العلة علة طبيعية فاقدة للشعور والاختيار كصدور الحرارة عن النار، أو واجدة للعلم فاقدة للاختيار كصدور الارتعاش في الانسان المرتعش، فتعلق علمه سبحانه بصدور فعلها وأثرها عنها بهذه الخصوصيات. أما لو كانت العلة عالمة وشاعرة ومريدة ومختارة كالانسان فقد تعلق علمه سبحانه على صدور أفعالها منها بتلك الخصوصيات وانصباغ فعلها بصبغة الاختيار والحرية. فلا يلزم من قضاء الله وقدره العلميين القول بالجبر. وقد تبين مما قدّمناه أن الايمان بالقضاء والقدر لا يجر الى القول بالجبر قطعاً (ملخصاً من الالهيات للسبحاني). وأما سؤالك عن الفرق بين معنى التسيير والتخيير ومعنى الجبر والتفويض، فإن التسيير بمعنى الجبر، والتخيير يعني أن الإنسان مخير في فعله غير مجبور، والتفويض يعني أن الله فوض افعال الانسان للانسان ولا دخل له بها. ونحن نقول أنه لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين، كما أوضح ذلك أئمة أهل البيت (عليهم السلام), والمراد من ذلك الأمر هو نفس معنى (( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) وكذلك قولنا (لا حول ولا قوة إلا بالله), وببساطة نقول إن المسبب لأفعالنا والذي يعطينا الحول والقوة والقدرة على فعل ما نشاء هو الله سبحانه وبشكل متواصل ومستمر ولو شاء قطع ذلك بإرادته ولما استطعنا فعل شيء أبداً فتكون مشيئتنا وإرادتنا تابعة لمشيئة الله وإرادته, وكذا حولنا وقوتنا تابعة لاستمرار عطاء الله تعالى وتقديره لنا فعل ما نريد فلو شاء أعطى وأقدر ولو شاء منع وأعجز. وأما الفاعل المباشر المختار فهو الانسان الفقير الذي يمده الله تعالى بالحول والقوة لفعل ما يريد ولكن بمشيئة الله تعالى, لأن الله تعالى هو المعطي ويستطيع المنع في أي آن من الآنات التي يشاء فنبقى محتاجين فقراء لعطاء الله دائماً لا كما قال المفوضة من أن الانسان مستقل بفعله، ولا ما قاله المجبرة من ان الانسان مجبور على فعله غير مخير إذ يلزم على الاول عدم سعة قدرته وعلى الثاني قبح عقابه على المعصية. ودمتم في رعاية الله

1